أتعجب أحياناً مِن ذلك اليقين الراسخ الذي يبديه البعض حول أصوله النسَبية البعيدة، رغم أن أقدم شجرات النسب المكتوبة في بلادنا لا يزيد عمرها عن 200 إلى 300 سنة خلت.
ذكرني موقف الرئيس السينغالي ماكي صال المتأرجح ما بين الامتثال باحترام الدستور وترك السلطة في الآجال القانونية المحددة أصلا أو الاستماتة في التمسك بها بحالة أو بأخرى، ذكرتني هذه الحالة بما جرى في الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2019 حين اقترب وقت "الوداع"…
للمرة الأولى منذ استقلال السنغال، يتم تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية، رغم اقتران معظم الاقتراعات بالعنف والتأزم السياسي والاجتماعي، إلا أن البلاد ظلت في كل مرة تتجاوز تلك الأزمات، وتنتصر فيها الديمقراطية.
أعلن الرئيس السنغالي المنتهية ولايته ماكي صال قبل قليل في خطاب تلفزيوني إلغاء مرسوم استدعاء هيئة الناخبين الذي أصدره سابقا وحدد فيه تاريخ الانتخابات نهاية هذا الشهر.
بهذا الأسلوب القانوني فضل ماكي صال إعلان أكبر قرار سياسي يتعلق تأجيل الانتخابات الرئاسية.
حضرت بدعوة مشكورة من الزعيم السياسي جميل ولد منصور حفل الإعلان عن تيار "من أجل موريتانيا"، الذي قال ولد منصور في خطابه الرائع الذي تجلت فيه كل أبهته اللفظية أنه "يجمع بين روح المعارضة التي يتصف بها قدامى المعارضين للأنظمة، حيث لن يتوقفوا عن النقد و التمحيص و الاقتراح مع روح الموالاة لدى قدامى الداعمين للأنظمة الذين تعودوا الانسجام و الانضباط المذهبي"
عندما عرض علي الأخ الرئيس محمد جميل ولد منصور مشروعه السياسي، استمعت إليه باهتمام، وناقشت معه الفكرة بعمق: سياقها، ماهيتها، أساسها، أهدافها، إلخ. قبل أن أقرر دعمه والسير معه.
لم يكتب المنتخب الوطني التاريخ إلا بفضل تضافر الجهود والعمل المستمر مع رسم الأهداف بعقلانية، وشكلت العناية والدعم الذي يوليه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للمنتخب حافزا لتحقيق هذا الإنجاز الأول من نوعه.. أول فوز في الكان وأول تأهل في ثالث مشاركة على التوالي.