في ظل التحوّل نحو المدرسة الجمهورية، تشهد المدارس العمومية في بلادنا اكتظاظًا غير مسبوق، يهدد جودة التعليم ويضعف فرص التحصيل لدى التلاميذ. هذا الواقع، الذي يتجلّى في الفصول المكتظة والمرافق غير المؤهلة، لا يمكن معالجته بالنيات وحدها، بل يتطلب رؤية واضحة وإجراءات ملموسة.
إن حصر التعليم الابتدائي في المدارس العمومية دون توسعة موازية للبنية التحتية أو تعزيز للطاقم التربوي، خلق فجوة بين الأهداف المعلنة والواقع الميداني. فالمعلم اليوم يواجه عشرات التلاميذ في فصل واحد، دون أدوات كافية أو وقت كافٍ للتفاعل الفردي، مما ينعكس سلبًا على جودة التعلم.
نأمل أن تأخذ وزارة التربية هذا التحدي على محمل الجد، وأن تبادر إلى:
- بناء مدارس جديدة في الأحياء المكتظة.
- إعادة توزيع التلاميذ وفق معايير عادلة.
- توظيف وتكوين المزيد من المعلمين.
- تحسين المرافق وتجهيز الفصول بما يليق بمشروع المدرسة الجمهورية.
إن إصلاح التعليم لا يبدأ بالشعارات، بل بتوفير بيئة تعليمية عادلة وآمنة ومحفزة. فالاكتظاظ ليس مجرد رقم، بل هو مؤشر على اختلالات أعمق تستحق المعالجة العاجلة.
