التكهنات حول حول المرشح الرئاسي القادم؛ عبث سياسي يشوش على مؤسسات الدولة

خميس, 18/09/2025 - 20:07

إن التكهن المبكر بمرشحي رئاسيات 2029 في لحظة ما تزال فيها المامورية الثانية لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في عامها الاول ليس سوى انحراف عن منطق الدولة ومقتضيات المقام السياسي فهو خطاب يفتقر الى الجدية ويشوش على الاولويات ويصرف الانتباه عن القضايا الجوهرية المرتبطة بامن المواطن واستقرار بلده وتنميته.

لقد جسد فخامة الرئيس خلال ماموريته الاولى اصلاحات كبرى اعادت للدولة هيبتها ورسخت استقرارها وثبتت مسارها التنموي فالتف الشعب الموريتاني حوله وجدد له ثقته لا باعتبارها مجرد استحقاق انتخابي عابر بل تعبيرا عن ارادة وطنية واعية ترى في رؤيته الضامن لمسار الدولة واستمرارية مؤسساتها وقوة ادائها وجاءت ماموريته الثانية امتدادا لهذا الخيار الوطني لتكون محطة لترسيخ وتعميق الاصلاح برؤية اوضح وادوات اقوى حيث لم يعد النقاش حول ضرورته بل حول مدى اتساعه وتسارع وتيرته في تجسيد لثقة الشعب في قيادته وتعلقه بمشروعه الاصلاحي.

اما الترويج لمثل هذه التكهنات فلا يخرج عن حالتين فاما ان يتناوله البعض بحسن نية من دون استيعاب لمنطق ادارة الدول فيغيب عنهم ان الانتخابات والترشحات تخضع لمساطر واليات دستورية دقيقة تحدد اوانها وشروطها واجراءاتها واما ان يدركوا تماما ما يفعلون فينزلقوا عمدا الى عبث سياسي لا يتجاوز صخب الشارع فيشوش على المؤسسات وانتظام عملها كما ان استحقاقات تلك المرحلة محكومة بمقتضيات سياقها ومقامها السياسي واعتبارتها التي لا تستبق ولا تختصر اذ ان زمن الدول اطول من زمن الافراد وما يبدو قريبا في حساب الناس قد يكون بعيدا في حساب حركة الدول.

ومهما علت اصوات التشويش او خفت فان وعي الشعب الموريتاني الذي عبر عنه في اكثر من مناسبة يرسخ حقيقة لا يبددها جدل ان حاضر البلاد ومستقبلها يرتبطان بفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الضامن لمسار الدولة واستقرارها وتنميتها والافق الذي لا يرى ابناؤها خارجه امنا ولا استمرار.

_______

سيدي ولد ابراهيم ولد ابراهيم 
خبير محاسبي ؛ فاعل سياسي .