
تستعد مقاطعة باركيول، قلبُ أفطوط النابض، لاحتضان مهرجان باركيول للثقافة والتراث في أيام 20 – 21 – 22 من الشهر الجاري، وسط اهتمام واسع من أبناء المقاطعة والمثقفين والمهتمين بالتراث الوطني.
ويُعدّ المهرجان حدثًا ثقافيًا واجتماعيًا بارزًا، يهدف إلى إبراز هوية مقاطعة باركيول الأصيلة، واستحضار تاريخها العريق الذي ظل عبر القرون شعلةً مضيئة للثقافة والتراث، ومثالًا حيًّا للتنوع الثقافي والاجتماعي، الذي شكّل مصدر قوة وفخر، ومرآةً عاكسة لموريتانيا بكل أطيافها ومكوناتها.
وقد برزت فكرة المهرجان بجهود كوكبة من شباب المقاطعة الذين حملوا الحلم وأصرّوا على تحويله إلى واقع، فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل إنجاحه، ليكون بذلك محطةً جامعة تُعيد للمدينة ألقها، وترفع مكانتها إلى مصافّ المدن المتميزة.
وسيكون هذا الفضاء الثقافي ملتقىً للألوان والأصوات والأفكار، حيث تتعانق القلوب وتلتقي العقول، في رسالة واضحة بأن أبناء باركيول قادرون على تعزيز الوحدة الوطنية وصون النسيج الاجتماعي، وإحياء روح التضامن والتآزر بين مختلف مكونات المقاطعة.
وبهذه المناسبة، نرفع لأصحاب هذه الفكرة أسمى آيات التقدير والاحترام، وندعو جميع أبناء المقاطعة إلى دعم هذه المبادرة والوقوف خلفها، حتى يحقق المهرجان غاياته النبيلة ويجسّد رسالته الجامعة. فهو ليس مجرد حدث عابر، بل هو ميلاد جديد للأمل، ومنبر ثقافي وحضاري يربط الماضي بالحاضر، ويرسم للمستقبل لوحةً من الفخر والانتماء لكل موريتانيا.
نسأل الله التوفيق والسداد، وأن تكون ليالي باركيول القادمة عرسًا ثقافيًا خالدًا، يظل شاهدًا على أصالة أهلها، وعراقة تاريخها، وصدق تطلعات أبنائها نحو الوحدة والبناء والتنمية.