تمر بكين هذه الأيام بموجة طقس قارس يكاد بحد من وطأته حدث سياسي يعد الأهم في الصين فلا حديث يعلو على الحديث عن الدورة الثانية للمجلس الوطني الرابع عشر بشقيه المؤتمر الاستشاري و نواب الشعب الصيني ، على مدى يومين اجتمع الآلاف من مستشاري الشعب الصيني و نوابه في القاعة الرئيسية لقصر الشعب في العاصمة بيكين ، الدورة الثانية للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني، هيئة تشريعية تبت في القوانين و القرارات و الخطط المحالة من قبل الحكومة للمصادقة عليها ، ففي دورته الحالية و أمام جلسة علنية حضرها رئيس الجمهورية الصينية جي بي نغ ، قدم رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانع تقريرا عن أعمال الحكومة الصينية عرض في بدايته خلاصة لإنجازاتها ومهامها في العام المنصرم 2023 و ذلك تحت عناوين عريضة تتعلق بالانتعاش الاقتصادي و الخطوات التي أحرزتها الصين في بناء النظام الصناعي الحديث وتحقيق اختراقات جديدة في الابتكارات العلمية و التكنولوجية ،وكذلك الدفع نحو تعميق الاصلاح و الانفتاح، وتوطيد و تثمين أساس التنمية الآمنة، وتحسين جودة البيئة الإيكولوجية على أساس استقرارها، وجعل ضمان معيشة الشعب قويا و فعالا، ليبدأ بعد ذلك في استعراض خطط و برامج الحكومة للعام الحالي مقدما تصورا عاما عن بيئة عمل تتسم بوجود الفرص الاستراتيجية مع المخاطر والتحديات ، و الآليات المتبعة من قبل الجهاز التنفيذي للتعامل مع هذه الوضعية لضمان نهضة سلسة على كل الأصعدة .
و حول تنفيذ خطة 2023 للتنمية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية ومشروع خطة 2024 للتنمية الوطنية الاقتصادية والاجتماعية ، اقيم في مركز الاعلام في بكين مؤتمر صحفي ضم وزيري المالية و التجارة ومحافظ بنك الشعب الصيني ، وتتداعى له كوكبة من الصحفيين الصينيين و الأجانب، ودارت الردود على أسئلة الصحفيين حول الاقتصاد الصيني عموما و أوجه السياسة النقدية الصينية ودورها في انعاش الاقتصاد المحلي ، و عن الآليات المتبعة للرفع من الانفاق العام بوصفه مؤشرا لنمو الاقتصادي وتعافي الاقتصاد من الأزمات الارتدادية الناتجة عن ازمة كورونا.
_______
من بكين/ محمد العتيق