اختتام أعمال الملتقى الرابع للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم

خميس, 11/01/2024 - 21:01

أُختُتمت مساء اليوم الخميس أعمال الملتقى الرابع، للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، بعد ثلاثة أيام من النقاشات الفكرية، والجلسات والورشات العلمية المثمرة؛ وذلك بحضور الشيخ عبدالله بن بيه؛ رئيس منتدى أبوظبي للسلم، وعدد من كبار الشخصيات المشاركة... 

وانطلق الملتقى المنظم هذا العام تحت عنوان: "التعليم العتيق في إفريقيا.. العلمُ والسّلمُ"، يوم الثلاثاء الماضي، بالشراكة بين المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، والحكومة الموريتانية، وبرعاية سامية من رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني، وبرئاسة معالي الشيخ عبد الله بن بيه؛ رئيس منتدى أبوظبي للسلم؛ رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات.

وقد أصدر الملتقى بيانا في الجلسة الختامية؛ تضمن جملة من المقترحات والتوصيات التي خلُص إليها المشاركون في النسخة الرابعة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم.

ورفع المشاركون في الملتقى الرابع لـ" المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم" جزيل الشكر والعرفات لحكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية على رعايتها الكريمة، معبرين عن امتنانهم إلى فخامة الرئيس  محمد ولد الشيخ الغزواني على كريم العناية وجميل الرعاية التي حظي بها ضيوف هذا المؤتمر.

وأشاد البيان الختامي بالدعم الكريم والمتواصل من دولة الإمارات العربية المتحدة وبإشراف معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، رئيس منتدى أبوظبي للسلم.

كما شكر المشاركون فخامة الرئيس آداما بارو - رئيس جمهورية غامبيا على تشريفه للمؤتمر، متوحهين أيضا بعظيم الامتنان إلى القائمين على المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم على جهودهم المتميزة في إنجاح أعمال هذا المؤتمر.

ومن أبرز التوصيات؛ التي تضمنها البيان الختامي الحث على التعريف بالتجارب التعليمية الإيجابية والناجحة في مؤسسات التعليم العتيق على مستوى قارة إفريقيا باعتبارها محاضن للعلم وحواضن للسلم.

إضافة إلى ضرورة تشجيع إنشاء الأوقاف الأهلية والحكومية لدعم الطلبة والعلماء، ولتوفير موارد مالية تساهم في استدامة مؤسسات التعليم العتيق في القارة.

ودعا البيان الختامي للملتقى إلى تعزيز الترابط بين التعليم العتيق والتعليم الحكومي في افريقيا، من حيث اعتماد منهاجها، واعتبار مخرجاتها، وتطويرها والارتقاء بها، كونها رافداً علمياً مهماً.

كما شدد التأكيد على العمل على توفير فرص عمل لخريجي التعليم العتيق، لتوثيق الصلة به، وتأكيد الثقة فيه، وحرصا على استدامته، مع التطوير والتأهيل لخريجيه بما يناسب سوق العمل، بالتعاون مع الجهات المختصة.

ونوهت توصية أخرى بتطوير مخرجات التعليم العتيق من خلال تقديم المنح البحثية الدراسية في جامعات كبرى، لتطوير مهاراة الطلبة والارتقاء بوعيهم واستثمار معارفهم استثمارا يتناسب مع عصرهم.

وفي هذا السياق أوصى المشاركون بالعمل على مشاريع لتوثيق بصري وسمعي ومكتوب لمؤسسات التعليم العتيق، بحيث يحصل بمجموعها ببليوغرافيا التعليم العتيق، تضم في طياتها: المناهج والمقررات، البرنامج التدريسي اليومي، سير الأساتذة والمدرسين في الماضي والحاضر، وجانب البناء العمراني.

وحث المشاركون على تعزيز الشراكات والاتفاقيات مع المؤسسات التعليمية الدولية والمنظمات المانحة للوصول إلى الموارد والخبرات والدعم للمبادرات التعليمية العتيقة في القارة.

ومن التوصيات المهمة للمشاركين إنشاء منصة رقمية لتوفير المصادر التعليمية وتقديم الخدمات الاستشارية لمؤسسات التعليم العتيق، واستحداث  جائزة لاختيار أفضل مدارس التعليم العتيقة في القارة، ووضع معايير تسهم في تحسين وتحديث منظومتها الإدارية والمالية.

وفي هذا المنحى أوصى المشاركون أيضا بتوسيع التعاون وتبادل الخبرات بين مؤسسات التعليم العتيق وتشجيع تبادل الطلاب بينها مما من شأنه تقوية أواصر الأخوة وبناء جسور التعارف.

ينضاف إلى ذلك التنسيق مع الجامعات المرموقة في القارة للقيام بسلسلة من الندوات والورش الأكاديمية لتعميق البحث العلمي في مفاهيم السلام والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، واستمداد بعض طرائقها من التعليم العتيق.

ومن هنا يرى المشاركون كذلك أن يتم العمل على تطوير وتحديث مناهج التعليم العتيق وتزويدها بالمعارف والمفاهيم والرواية الصحيحة بما يتناسب وخصوصيات الأجيال الناشئة واستثمار التطبيقات المعلوماتية لتسهيل الفهم وتسريع وتيرة التعليم.

ولا بد - وفق البيان- الاستفادة من الدراسات التي قامت بها المنظمات الدولية والإقليمية ذات الاختصاص في مجالات التربية والتعليم والثقافة من أجل التعليم العتيق.

ولتحقيق ذلك -يرى البيان- أنه ينبغي تعزيز الشراكات والتعاون، وتنسيق الجهود بين الهيئات والمنظمات العاملة في مجال التعليم وصناعة السلم في القارة.

وكذلك تمكين أساتذة التعليم العتيق من المعرفة والمهارات اللازمة من خلال إنشاء مراكز تكوين تراعي خصوصيات التعليم العتيق في اطار من التقنيات الحديثة في مجالات المعرفة والتعليم.

وأخيرا يوصي البيان على تعزيز وتفعيل دور الشباب والنساء في بناء السلم المحلي، وتطوير التعليم العتيق والإسهام في رسم السياسات وبناء الشراكات لتعزيز استقرار المجتمعات وحفظ السلم فيها.