قبيل الوصول لجدة-ملزم تيشط ببضع وسبعين كلم كانت السيارة تمر على جسر ضرب على ظهر سد مال الإداري منظر ساحر وجميل لمياه على بضع كيلومترات تشبه بحيرة صغيرة، مورد مائي وإقتصادي وسياحي لمنطقة تقع ضمن أضلاع مثلث التهميش، يشهد على إهمال الدولة للمشاريع خاصة الزراعية...
مررنا بمركز مال الإداري تذكرت أستاذاً لي درسني أيام الإعدادية، محمد محمود ولد صمب ليس أستاذاً عاديا للرياضيات فحسب، أستاذ يمتلك مؤهلات علمية وأخلاقية يحسد عليها، ولديه قدرة على التوصيل عجيبة، حافظ للقرآن الكريم وترتيله مجلجل.... لكننا في دولة لاتعرف التكريم بل تقتل المواهب تماما كالأندية التي توصف بأنها مقبرة للنجوم.
كنا نسير على الطريق الرابط بين شگار-مال بإتجاه تجمع بورات ذائع الصيت لكنه لم يصل التجمع بعد بل لازال على بعد العشرين كلم تقريبا.
على ذكر بورات التي نسمع عنها كثيرا لازالت تجمعات بلا تجميع، تهيئة و منشآت تم تشييدها فعلياً ومن بينها معهد إسلامي تم تعيين إدارة له قبل سنتين ولم يفتح أبوابه حتى الآن.... سكان يتشبثون بمواقعهم الأصلية، لعل مياه آفطوط الشرقي وربط المنطقة بطريق معبد باركيول-مونگل-مال مروراً ببورات يكون له المفعول السحري في فعالية التجمع لكنه مازال أملا.
من "صدا" عند فراج 30كلم عن جدة، إلى "الوسكة" فأصليليحة" إلى "لگويسي" فجدة كانت مشاهد الخريف توحي ببدايته وليس كما تعودناه سابقاً....غابت المناظر الخلابة الجذابة والينابيع والغابات والسفانا..... إنها مؤشرات التغير المناخي.
مظاهر التصحر تغزو المكان، غابات تم تدميرها بالكامل وأنواع من الأشجار تندرت مشاهدتها... إنهم أعداء الطبيعية، هم الأنشط فعلياً هنا وأثرهم بالغ جداً لقد حرمونا حتى المشاهد الممتعة بعد أن حرمنا من خيراتنا وثرواتنا.
يجب علينا المحافظة على وسطنا البيئي ومحاربة هؤلاء فهم لايقلون شأنا عن أكلة المال العام.
اليوم الأول في البادية وافق يوم عرفة العظيم، كان يوما خريفيا مع هبوب نسيم ساحلي دافئ ثبت الله لنا ولكم الأجر.