مونكل شامخة ...رغم الهجران. / محمد عبد الله البينان

جمعة, 28/07/2023 - 15:07
الأستاذ : محمد عبد الله ولد البينان

على الرغم من الخلاف حول أصل كلمة مونگل، ما إذا كانت شجرة أم اسم رجل تسمت به المدينة أم بئرا. فإن أبناءها القدماء قد ارتبطوا بها في يسرها وعسرها بينما هجرها صغارها ورموها في دور رعاية العجزة ليزوروها في مواسم محددة لحاجة في نفس يعقوب.
تغنى قدماء القوم بحب مونگل ومنطقة آفطوط عموما، يقول الداه ولد التيس:
جمل مشيه ايبان گل@فتران وصافى روح
وان فتران ومونگل@مانگدر كون نروح
ويقول عبد الله ولد زنفور:
ثقل ولادم فافطوط@كيفن بانت زريعه
يفكت شور نواكشوط@وهلو منزل لگريعه.
بيد أن أحفاد القوم فضلوا نواكشوط ومدن أخرى..على مونگل وتركوها بين مطرقة النسيان وسندان الصراع من أجل البقاء.
مونگل بحاجة لزراعة هرمون النمو، فهي لاتنمو منذ أن عرفناها أيام الدراسة.
مورفولوجيا تغيرت ملامح المدينة قليلا عما كانت عليه.
فقدت مونگل بعدنا كثيرا من رموزها: علماء شيوخا وجهاء تجارا مجانينا.....وآخرين.
تغير شكل السوق قليلا، وأنت المار بجواره لا بد أن تتذكر ذكريات الماضي:شجار بائعي الخبز إختباء التلاميذ في أزقته لتناول أمبور صوص،باستيل، بائعة الشم المشهورة تحت الشجرة، أومرل الخياط... أيام لاتنسى.
 الكرم والجود على الرغم من ضعف الحيلة لدى الكثيرين خصال ثابتة لاتتغير بتغير الزمن هنا.
تحيط بمونگل من البطحة شرقا إلى علب أمزماز غربا نباتات الصوم "انتورجة" غير أنها هذا العام عاريةمن لباسها نتيجة وطأة الجفاف.
هنا مونگل شامخة رغم كل الظروف والصعاب والهجران ولم تضق لحظة بأهلها:
لعمرك ما ضاقت أرض بأهلها @ ولكن أحلام الرجال تضيق.
 أقف هنا على بعد عدة أمتار من ثانوية مونگل العريقة لحضور يوم تربوي تظمه المدرسة رقم2، لاشك أن أهل مونگل سيبدعون كعادتهم، غير أن التعليم في المقاطعة وإن كان فاعلا في الأصل، فإنه تحول إلى مفعول به. ولكم أن تتصوروا العواقب!!!!!
أرفع قبعتي لكل مدرس مخلص يؤدي عمله بتفانى وإخلاص يخدم مجتمعه ووطنه، وتحية إجلال وإخلاص لأولئك الذين الذين أناروا لنا الدرب أيام الدراسة من معلمين و أساتذة وأولئك الذين قدموا لنا يد المساعدة وآوونا في أيام الله الخالية العسيرة حينها، رحم الله من مات منهم وبارك في الخلف.