خطاب التطرّف تجاوز جميع الخطوط الحمراء

جمعة, 05/12/2025 - 16:09

ما يقوم به بعض النواب  وغيرهم من السياسيين الهواة، يعتبر عمل خارج عن السياق و مخالف للقوانين و لا صلت له بالسياسة ولا بالممارسة الديمقرطة وحرية التعبير، و أصبح مرفوضا في الأوساط الشعبية لما يتضمن منّ إساءة وإخلالا بالمنظومة المجتمعية. 
يتساءل المواطنين كيف لأشخاص يدعّون المسؤولية أن ينالوا شهرتهم من الإساءة على المجتمع  وتحدي السلطات وخرق القانون والقيم والاخلاق؟
يتساءل المواطن كذلك عن كيف يسعى نواب من خلال خطاباتهم العنصرية المتطرفة إلى تفكيك الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية والتحريض على الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار بل و تشويه سمعة البلد في المنابر الدولية وكأنهم فوق القانون.
 للأسف، أوصلتنا مجاملات الأنظمة المتعاقبة إلى ما لا تحمد عقباه ، كما ساهمت النخبة والأحزاب السياسية الانتهازية في هذه الوضعية، فجعلوا من لحمتنا الاجتماعية ساحة للتنافس الانتخابي ومرتعا للصراعات والخلافات حتى وصل الأمر إلى الجدال والتشكيك في عروبتنا وتقسيم مكونته الرئيسي إلى شريحتين والعمل على فصلهم.
وفي هذا المقام يجب أن تتحمل الدولة مسؤولياتها الكاملة  من أجل حماية الوحدة الوطنية ومحاسبة كل من يعبث بيها، 
إن شريحة لحراطين تمثل العمق القومي العربي والإسلامي للجمهورية الاسلامية الموريتانية شاء من شاء وأبا من أبا..
 وهنا أتوجه إلى حركة إييرا وحركة أفلام وإلى الرأي العام الوطني لأوضحه بما فيه الكفاية أن التحالف بين حركة أفلام المعادية للوحدة الوطنية، وحركة إيرا المتطرفة ليس من أوصل لحراطين إلى مكانتهم المرموقة في سلّم الدولة و في المجتمع الموريتاني وليسوا جزءا من نضالها الوطنيّ البناء وليسوا من جائوا بها إلى قيادة وزارات السيادة في الجمهورية الاسلامية الموريتانية،  مثل وزارة العدل و الداخلية و وزارة الخارجة و والتعليم.
وغيرهم من الوزارات الأخرى التي عرفت جميعها قيادتهم، إضافة إلى قيادتهم للحكومات من خلال ترؤسهم للوزارة الأولى وكذلك رئاسة الجمعية الوطنية و قيادة الحزب الحاكم و تواجدهم في القيادات العسكرية والأمنية إضافة لنفوذهم اللا محدود  في جميع دوائر صنع القرار.
 لا شك أن لدى "إيرا" برنامج يمثل طموحها وقد اختزلته في جزء من شريحة لحراطين، لكنها  في الحقيقة أتت متأخرة حيث وجدت البيظان بشقيهما وخاصة "عمالقة  لحراطين" الوطنيين أصحاب النظرة الاستشرافية قد قاموا با اللازم و لم يتركوا مجالا للمناورة في هاذا المقام وبتالي يتعين على حركة إيرا مراجعة مسارها النضالي   ليكون مناسبا لمصلحة وطنها  ومستقبلها  السياسي، فرهانها على جزء من شريحة لحراطين خارج إطاره القومي العربي أصبح عبثا تم تجاوزه ولم يعد جزءا من الحديث السياسي مستقبلاً ومع استكمال الوعي الشعبي سيصبح الحديث فيه بمثابة الخيانة العظمى.

 

____________

محمد ولد كربالي/ عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف