
الزيارة التاريخية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية الحوض الشرقي، تدخل في إطار الاطلاع على احوال المواطنيين والاستماع إلى آرائهم وطلباتهم وتطلعاتهم وتبادل وجهات النظر معهم حول قضايا الوطن بشكل عام، وما يتعلق بمقاطعاتهم وبنفس المناسبة الإعلان عن مجموعة من المشاريع التنموية الهامة في إطار برنامج التنمية المحلية.
الجانب الآخر من الزيارة يتعلق بالاطلاع على مستوى تنفيذ المشاريع الاجتماعية التي شكلت العمود الفقري لبرامجه التنموية ما بين المأموريتين الأولى والثانية، كما كان يريد أن يطلع بنفسه على انعكاس هذا الاستثمار الكبير علي الحياة المعيشية للمواطنين وهل تم تنفيذه من قبل القطاعات المعنية طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية وتوجيهاته.
للتذكير تدخل هذه السياسة الاجتماعية الاستثنائية في إطار توزيع الثروة الوطنية لتشمل الطبقات الهشة والمهمشين وضحايا الغبن ومخلفات الرّق و ذوي الإعاقة.
كما تعتبر الزيارة رسالة صريحة للوسطاء الاجتماعيين حيث تم تجاهلهم و التعامل المباشر مع المواطن وذلك من أجل تقريب الإدارة منه وربطه بمؤسساتها بعيداً عن الأساليب التقليدية.
كان من بين الأهداف الاستراتيجية للزيارة كذلك ما عبّر عنها صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني حول فرض دولة القانون و الموسسات والعدالة والمساواة وطيّ صفحة النظام المجتمعي التقليدي المبني على القبلية والجهوية والطائفية وغير ذلك من مخلفات الجهل والتخلف .
كما حملت الزيارة دعوة إلى الشباب من أجل المساهمة في عملية بناء الوطن و تحمل المسؤولية والابتعاد عن الاتكالية والكسل وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي .. "التطرف والانزلاق نحو المجهول"..
ودعا صاحب الفخامة إلى حوار وطني جاد يشارك فيه جميع الطيف السياسي دون استثناء تناقش من خلاله جميع القضايا الوطنية من دون أي حواجز مسبقة بما في ذلك طبيعة النظام السياسي الذي يتناسب مع واقع بلدنا الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي وخصوصياتنا في جميع أبعادها.
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على يقين بأن هذا النظام السياسي التوافقي هو الوسيلة الوحيدة للقضاء على المنظومة الإقطاعية الرافضة لدولة القانون والمؤسسات .
وكذلك هو السبيل للقضاء على العنصرية والطائفية و التفاوت الطبقي والنزاعات القبلية ، كما سيكرس الانتماء للوطن وللوطن فقط؛
وفي الاخير ، فإن الشعب الموريتاني ينظر اليوم إلى الطيف السياسي، أغلبية ومعارضة وكذلك النخبة المثقفة في مقدمتها النساء بوصفهم منبع الصدق والوفاء والوطنية والشخصيات الاعتبارية والمفكرين والشباب و أهل التأثير والوجهاء من أجل حوار وطني يلبي طموحات شعبنا ويراجع النظام السياسي من اجل ملائمته مع واقعنا وإزالة كافة العراقيل التي تحول دون بناء دولة وطنية عصرية تنافس على مكانتها في المنظومة الدولية .
_____________
محمد ولد كربالي
عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف
.gif)
.gif)