
لستُ محسوبة على أي تيار سياسي، ولا أُجيد الاتجار بالمواقف، لكنني أملك الشجاعة الكافية لأعبّر عمّا أراه وأؤمن به. ومن بين الصفحات التي تظهر في مستجدات “فيسبوك”، لفت نظري حساب لا أتذكر متى أصبحت على صلة به، غير أنني شعرت حياله بنوع من الاعتزاز: صفحة الشيخة موزة بنت ناصر.
كانت تلك المرة الأولى التي أتابع فيها محتواها عن قرب. وفي كل إطلالة، كانت الشيخة موزة تشدّني بقوة حضورها، وتمكّنها اللغوي، وبلاغة خطابها الذي لا يقوم على الشعارات المكرّرة، بل يرتكز على سرد نجاحات حقيقية، وتجارب واقعية، ورؤية تنموية واضحة.
وأثناء متابعتي لخطاباتها في مناسبات متعددة، لم أتوقف عن طرح سؤال ظل يتكرر في داخلي:
لو لم تكن هناك خلافات سياسية مع دولة قطر، كيف كان الإعلام العربي بكتّابه ومحلليه سيتناول هذه المرأة؟
كيف كان سينظر إلى شخصية أسهمت — بوعي وتصميم — في قيادة مشاريع وطنية، وأسّست لمؤسسات أصبحت اليوم نموذجًا عربيًا يُحتذى؟
تاريخيًا، شكّلت المرأة العربية في لحظات كثيرة عنصر نهضة ورافعة وعي، والشيخة موزة تُعد امتدادًا لهذه السلسلة المشرقة من السيدات اللواتي عملن بصمت وقوة لتغيير واقع بلدانهن.
فهي زوجة الحاكم، وأم الحاكم، وصانعة رؤية؛ أكدت من خلال حضورها أن الدور القيادي للمرأة ليس دورًا هامشيًا، بل شريكًا أصيلًا في صياغة المواطن القادر على الإبداع، والمنتج لقيم التميّز، والمؤمن بالمستقبل.
الشيخة موزة ليست امرأة تقليدية، ولا معاصرة بالمعنى السطحي للكلمة؛
إنها امرأة صنعت رجالًا صنعوا الفارق، وما تزال تحفّز الطاقات، وترفع الهمم، وتدفع بالمجتمع نحو بناء حاضر أقوى، ومستقبل أكثر إشراقًا.
.gif)
.gif)