مع إسدال الستار على مهرجان باركيول للثقافة والتراث، لا يسعنا إلا أن نقف وقفة إجلالٍ وتقديرٍ أمام الجهود الجبارة التي بذلها الإعلامي المُتميز بلال عالي اعمر العبيد.
لقد كان بلال يعمل بمهنية تامة وراء الأضواء، متخذاً من الصمت شارةً ومن الإتقان ديدناً. كان هو المحرك والدينامو الحقيقي للجنة الإعلامية، يحررُ ويُعدُّ ويُدققُ بعيداً عن صخب الكاميرا والمنصات، في حين كان البعض يتزاحم على الظهور العلني، مما أسهم في إرباك المشهد التنظيمي.
لقد كانت "منصة الريادة" وموقعها الإلكتروني مناراتٍ مضيئة، رائدة في تغطية ونقل كل فقرات المهرجان بمهنية فائقة.
المفارقة العجيبة التي تسجلها الذاكرة، أن كل من تعاقبوا على منصة التكريم بخلوا عليه بـكلمة شكرٍ أو تثمينٍ، رغم توزيعهم صكوك الإطراء والمديح على كل من هبَّ ودبَّ. إن خدمات الإعلامي بلال كانت كلها مجانيةً، نابعةً من إيمانه العميق بضرورة إنجاح مهرجان آمن به، وخدمةً لمجتمع يعتبر نفسه جزءاً لا يتجزأ منه.
بلال ظلَّ وفياً لرسالة الإعلام النبيل، وثبتَّ أن العمل المخلص هو الباقي، وأن الضوء الحقيقي ينبعث من جوهر الإنجاز، لا من بريق الظهور الخادع.
بتار الملقب يعقوب الشرفه
