تتعرض صورة الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطائع، حفظه الله ورعاه، إلى حملات تشويه وإساءة وتجريح منذ أربعة عقود تقريبا على لسان معارضة نظامه منذ 1984. وازدادت حملاتها العنيفة بعواصف تضليل وشتائم ما فتئت الأنظمة الرسمية المتعاقبة تطلقها ضده منذ 2005، وخاصة في عهد العشرية الفارطة.
يقول عبد الرحمن بن يوسف القرضاوي إن الطغيان بُنِيَ على خمسِ، ويذكر منها: تخدير الحاضر بالأمسِ. وقد شهدنا كيف يحاولون إلصاق كل الإخفاقات والنواقص ومظاهر الفشل بعهد الرئيس معاوية، إما بصفتها موروثة عن نظامه مباشرة أو بصفتها من صنع رجاله اليوم (ههه). إذا حصل انقطاع في الكهرباء أو نقص في المياه في منطقة ما، أو ظهرت حفرة في طريق معبد هنا أو هناك، أو أصابت شَوكة شخصا في مكان ما من خَلوات البوادي؛ فذاك بسبب نظام ولد الطائع؛ وكذا البطالة، وارتفاع الأسعار، وتبذير المال العام، وهلمّ جرا.. كل ذلك كان ولد الطائع عنه مسؤولا. هكذا، وبقدرة قادر اجتمعت الأنظمة بموالاتها ومعارضتها على تبرئة نفسها من كل شيء، وتحميل نواقص الدولة والإدارة بنظام أطيح به منذ 17 عاما.
وتجد هذه الحملات آذانا صاغية لدى فئة عمرية أساسية في صنع الرأي العام، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ؛ فئة ما بين 17 و 40 عاما، ولدت مع حكم الرئيس معاوية أو الأحكام التي جاءت بعده. هذه الفئة الشبابية فتحت أعينها على نواقص الدولة في عهد الرئيس معاوية، ولم تر إلاّ نصف الكأس الفارغ بسبب ميلها الطبيعي كشباب لمعارضة النظام. وجاءت بعد ذلك الأحكام المتلاحقة ودعاياتها المغرضة لتزيد صورة الرئيس معاوية قتامة.
ويحدثونك أساسا عن الدكتاتورية والفساد وتبذير المال العام و و و ، لا أعترض على ذلك فيما يتعلق بأداء الحكومات والإدارة ووكلاء الدولة؛ ولكني أسأل أين وجدتم معاوية في ذلك كله؟
"وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ"•
أدري أنني بهذا المنشور أقتحم أرضا ملغومة، وأواجه صورا نمطية تترسخ منذ 40 عاما، ولكن لا بأس في قول الحقيقة، ولو كلف ذلك إساءة المراهقين. أهلا وسهلا، ستجدوني إن شاء الله من الصابرين.
الوزير السابق: محمد فال ولد بلال