
إن مشاركة بيرام الداه اعبيد في الحوار الوطني المرتقب وتزكيته قبل ذلك للترشح للرئاسيات ودخول البرلمان ليست خطوة عادية كما يظن البعض، بل خطأ سياسي فادح في حق الشعب الموريتاني ووحدته الوطنية ولحمته الاجتماعية، كما هي مكافأة مجانية للتطرف والعنصرية وزعزعة الامن والاستقرار. فالحوار الوطني يجب ان يكون حصنا للوطن لا منبرا لمن يسيئ اليه و يشوه سمعته.
كيف يفتح باب الحوار لشخص منذ دخوله الساحة السياسية والحقوقية جعل من الاساءة للدولة راس ماله وخطابه الوحيد؟ لقد بنى حضوره على تقويض الثقة في مؤسساتها وبث الفرقة بين ابنائها وتحويل النضال من مطلب وطني الى مشروع شخصي قائم على التحريض والابتزاز. فالحوار الوطني لا يمكن ان يختزل في منصة لمن احترف التطاول على رموز الدولة وتشويه صورتها، بل هو فضاء لبناء الثقة لا لتكريس الكراهية.
بيرام يراس حركة متطرفة وعنصرية لا تحترم القانون، تجاوزت كل الحدود في الاساءة الى الشعب الموريتاني، وتحدى رموز الدولة من رئيس الجمهورية الى مؤسساتها وهيبتها، متبنيا مشروعا يقوم على ازدراء القيم الوطنية وتشويه سمعة البلد وبث الكراهية بين مكوناته. والاخطر انه ارتبط بعلاقات مشبوهة مع دوائر صهيونية معروفة بعدائها للعرب والمسلمين، وافتخر بعلاقته مع ايروين كوتلر مدير مركز راوول فلنبيرغ، احد ابرز من يدافعون عن الكيان الصهيوني ويعملون لاختراق الانظمة العربية والاسلامية الممانعة. لقد تحول بيرام الى اداة في مشروع خارجي يستهدف استقرار بلادنا ووحدتها، وليس من المقبول ان يفتح له الباب باسم الحوار الوطني.
ثم ان بيرام لا يحمل فكرا ولا خطابا سياسيا ولا يمتلك رؤية اقتصادية او اجتماعية او ثقافية، وقد صنعته الانظمة السابقة بتسامحها المفرط معه وعدم تطبيق القانون عليه حتى توهم انه فوق الدولة. مشروعه يقوم على تأليب اجيال من شباب لحراطين بخطاب تحريضي عدواني غذاه بالجهل والتضليل، محولا قضية العدالة الى اداة للكراهية والانقسام.
والحقيقة أن قضية لحراطين لم تكن يومًا رهينة للتوظيف السياسي أو المزايدات الرخيصة، بل حملها رجال وطنيون صادقون جعلوا منها قضية عدل ومواطنة. أما بيرام، فقد حولها إلى سوق للتحريض، يتاجر بآلام الناس، ويهين نضال الشرفاء، ويستثمر في الكراهية كما يستثمر المرتزقة في الحروب، بلا فكر ولا ضمير.
كان الكادحون اول من وضع قضية لحراطين في صميم الاجندة الوطنية باعتبارها قضية عدل ومواطنة، ومن رحم طرحهم التقدمي خرجت حركة الحر سنة 1978 لتقود من داخل الشريحة نفسها نضالا وطنيا سلميا افضى الى الغاء الرق سنة 1981 وتجريم ممارساته لاحقا. وقد ضمت الحركة نخبة من كوادر لحراطين الوطنيين، وواصلت طرحها المدني الواعي لتفعيل سياسات التمييز الايجابي ضمن اطار وطني نزيه لا تحكمه اجندات خارجية ولا يساوم على الدين او وحدة المجتمع، بل جعلت من شعارها “اخوك الحرطاني” عنوانا للمسؤولية واللحمة الوطنية لا للتحريض والانقسام.
ولكي لا يطمس زيف هذا المحرض ذاكرة الوطن، فان من الواجب التذكير ببعض الاسماء التي اشتهرت بوقوفها ونضالها ضد العبودية ومع القضايا الوطنية العادلة. تحمل هذه الامثلة اسماء من الجيل الاول والثاني من حركة الكادحين، وهذه مناسبة للترحم على من رحلوا منهم والدعاء بطول العمر للاحياء، فهؤلاء ناضلوا من اجل وطن يسع الجميع، وجميعهم من شريحة البيظان، تاكيدا على ان النضال ضد العبودية كان ضميرا وطنيا لا شعارا شرائحيا:
• سيدي محمد ولد سميدع
• المصطفي ولد اعبيد الرحمان
• المصطفى ولد بدر الدين
• محمد فاضل ولد الداه
• مالو كيف ولد الحسن
• بدن ولد عابدين
• محمد شين ولد محمادو
• عبد الله ولد اسماعيل
• محمد ولد مولود
• عبد القادر ولد حماد
• الدان ولد اسويد احمد
• الداه ولد عبد الجليل
• سيدي محمد ولد ميحميد الملقب ديدي
• محمد يحي ولد حي
• سدن ولد يحي ولد عبد الفتاه
• ابراهيم ولد ابتي
• محمدن ولد اشدو
• بوب ولد الطيب ولد نافع
• مريم منت لحويج
• محمد الامين ولد ملاي الزين
• اسلم ولد عبد القادر
• القاسم ولد بلال
• محمد ولد مني
• ميلود ولد لكحل
• النني ولد ملاي الزين
• اعزيزه منت المسلم
• احمد ولد لفظل
• المصطفي ولد سيدات
• محمد سالم ولد حي
• محمد محمو ولد محمد الراظي
• لوليد ولد وداد
• زيدان ولد ميحميد
• محمد الامين ولد يحي
• سيدي ولد احمد ديه
• محمد فال ولد بلال
• عينينا احمد الهادي
• احمدو ولد عبد القادر
• محمدو الناجي ولد محمد احمد
• التجاني ولد كريم
• سيدي ولد احمد لفرم
• محمد ولد محمد الحسن
• باب ولد المصطفى
• كابر ولد حمودي
• سيدي ولد اخليف
• محمد سالم ولد التاه
• لمرابط ولد حمديت
• محمد سالم ولد داهي.