
حين تغيب العافية عن المجتمعات، يحل محلها الاضطراب، وتصبح الساحة رهينة للفوضى والشعارات الفارغة. كثيرون يتحدثون عن الإصلاح ومكافحة الفساد، لكنهم في ممارساتهم يدفعون الناس نحو الفوضى ويهددون الأمن والاستقرار، وكأنّ الهدم يمكن أن يقود إلى بناء حقيقي.
إنّ العافية أمونكه قامت على مبادئ واضحة: السلم، الوئام، والعدل، باعتبارها الأساس لأي إصلاح مستدام. فمن دون أمن واستقرار لا يمكن تحقيق العدالة، ومن دون وحدة وطنية لا يمكن الحديث عن تنمية أو إصلاح. إن الذين يتلاعبون بغضب الشارع ويسعون لتوجيهه وفق أجندات خفية، لا يخدمون قضية الإصلاح، بل يفتحون الأبواب على مصراعيها أمام الانقسام والتشرذم.
التجارب حولنا تؤكد أن غياب العقلاء وتراجع دور النخب يفسح المجال للمجهول، حيث تختلط المطالب المشروعة بالصخب الشعبوي، فتضيع البوصلة ويُختطف المسار. الفوضى لا تأتي بالحقوق، بل تضيّعها. أما الإصلاح الحقّ، فهو ثمرة مشروع وطني جامع يوازن بين التغيير وحماية الاستقرار.
من هنا، ندعو إلى التمسك بمبادئ العافية: إصلاح يقوم على الحكمة لا على التهور، على الحوار لا على الصراخ، وعلى البناء لا على التدمير. فالأمن ليس عائقاً أمام الحرية، بل هو شرطها، والاستقرار ليس عدواً للعدالة، بل هو حاميها.
إنّ العافية أمونكه ترى أن الإصلاح لا يتحقق إلا في بيئة يسودها السلم الأهلي، ويشعر فيها الجميع أنهم شركاء في بناء وطن واحد. فبدون هذه العافية، لا عدالة ولا نهضة ولا كرامة.