في عالم لم يعد مستغربًا أن تسعى أي دولة، صغرت أم كبرت، إلى خدمة مصالحها ولو على حساب المبادئ والقوانين الدولية. فالقوة اصبحت مرهونة بالسيطرة على مصادر العلم وجمع و تحاليل البيانات التي لم نعد بحاجة إلى إذن مسبق من أخذها من أي دولة تظن امتلاكها
في قلبِ "لعكيلات"، حيثُ التاريخُ ينسجُ حكاياته على ضفافِ الأيام، تتربعُ بلدية "بطحت ميت"، ليست مجرد بقعةٍ من أرضِ مقاطعة مونكل، بل هي رمزٌ للكبرياءِ الذي يتنفسُ من رحمِ التحدي.
لا أحتاج في هذه السطور إلى تعداد البراهين والأدلة على أهمية التعليم وضرورته لانسجام المجتمع في قالب دولة ذات سيادة وانتماء ووحدة متماسكة وقويمة، ولا ما فيه من حماية المواطنين سيما الطبقات الهشة من مخالب الفقر، ومنعرجات الظلام الحالكة، ومخاطر التطرف والانحلال.
في بلدنا اليوم، أصبحت الحياة العامة محصورة في منطق ثنائي: هناك من هم “مع السلطات”، وهناك من يُعتبرون “معارضين”. هذا التصنيف التبسيطي ليس فقط خاطئًا، بل خطير أيضًا.
كثر الحديث عن تعديل وزاري وشيك بعد مرور حول علي حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي ،
و عودة أعضاء حكومته بعد قضاء إجازة ماتعة .
تعديل منتظر يأتي وفق مؤشرات الأداء و العمل ،
و رغبة للوصول إلي أداء أكثر فاعلية لتلبية متطلبات المرحلة و تطلعات المواطن .
تشهد الساحة في هذه الفترة تحركات سياسية يُقدَّمها البعض على أنها استجابة لنداءات وطنية جامعة، غير أنّ المتابع يدرك أنّ وراءها طموحات أخرى وسعياً متواصلاً لتحقيق مكاسب متعددة.
فالأحزاب ما زالت تتأسس بوتيرة متسارعة، والصراع على نيلِ الإعتراف والشرعية على أشدّه، فيما يظل الحوار الوطني على الأبواب وسط ترقّب واسع لمخرجاته المحتملة.
في قلب ولاية كوركول، حيثُ تتنفس الأصالةُ عبيرها، وتتراقصُ ألوانُ الفن، تكتسي مدينة مونكل حلةً جديدةً، وهي تستعدُ لاحتضان مهرجان "منتخبي وأطر لعكيلات". هذا الحدث الثقافي الفريد يأتي قبل أيام قليلة من انطلاق مهرجان "علب امزماز"، ليؤكد مكانة مونكل كـرئةٍ تتنفس منها المنطقة.
تشهد الساحة الوطنية من حين لآخر تصاعدا غير مسبوق في إتجاه الإهتمام بقضايا مصالح القبيلة الضيقة و الإبتعاد عن الهم الوطني العام ،
أمام الإندفاع الكبير و الإنصياع الأعمي لعادات وتقاليد و طقوس تنصيب شيخ القبيلة
و ما يصاحبها عادة من إسراف و تبذير و تبديد للمال لا حدود له و ترسيخ للبعد القبلي .
حين تجرؤ النائب زينب من تقلي و هي التي تدّعي الانتماء لتيار إسلامي على وصف أنصار الرئيس بيرام بأنهم جهلة وأميون وتستكثر أن يكون بينهم 75 حامل شهادة عليا، فهي لا تمارس السياسة بل تسقط في وحل العنصرية والاحتقار الطبقي.
أي إسلام هذا الذي يبدأ بتسفيه المستضعفين بدل إنصافهم؟ وأي تديّن هذا الذي يُلبس غطاء الدين ثوب الكبر والتعالي؟