اصطدمت مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا عمدا بكويكب في أول اختبار دفاعي من نوعه.
والهدف من ذلك هو حماية كوكب الأرض من الاصطدام المحتمل بما تسميه ناسا جسما قريبا من الأرض ، سواء كويكبات أو مذنبات، يمكن أن تقترب من مدارنا.
وبعد وقت قصير من الاصطدام في الساعة 2314 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين، نشرت ناسا تغريدة على تويتر أعلنت فيها “نجاح التأثير” حيث “اصطدمت مركبة فضائية بحجم آلة البيع بنجاح بالكويكب ديمورفوس، وهو بحجم ملعب كرة قدم” ولا يشكل ذلك أي تهديد للأرض.
وكانت مهمة إعادة توجيه الكويكب المزدوج (دارت) التابعة لناسا أول مهمة تحاول دفع جسم خطير بعيدا عن المسار عن طريق تجربة مباشرة ، حسبما قال مدير المهمة الفضائية توماس زوربوخن قبل الاصطدام.
وأنشأت ناسا “مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي” في عام 2016 لتوفير الكشف المبكر عن التهديدات من الأجسام القريبة من الأرض ذات الحجم الكبير بما يكفي، بدءا من حوالي 30 إلى 50 مترا، وتتبع مساراتها.
وفي الصور التي نقلتها كاميرا المركبة الفضائية إلى الأرض، أصبح الكويكب ديمورفوس مرئيا لأول مرة كنقطة ساطعة قبل حوالي ساعة من الاصطدام، ثم نما حجمه وأصبح مرئيا في النهاية بتفاصيل السطح والتظليل، حتى تم تدمير الكاميرا عند الاصطدام.
ثم انطلقت الهتافات في مركز التحكم التابع لناسا، حيث صفق الفريق وعانق أفراده بعضهم البعض.
وحتى قبل الاصطدام مباشرة، لم يكن من المؤكد ما إذا كانت المركبة الفضائية، التي كانت تسير بسرعة حوالي 6ر6 كيلومتر في الثانية ستصطدم بالفعل بالكويكب.
وقالت عالمة ناسا لوري جليز إن العمل العلمي الحقيقي يبدأ بعد التأثير.
ويجب على الباحثين الآن التحقيق فيما إذا كان مدار ديمورفوس الذي يبلغ طوله حوالي 12 ساعة قد تغير نتيجة لتأثير المسبار وإذا كان الأمر كذلك ، فإلى أي مدى.
ولا يدرك علماء الفلك حاليا الأجسام القريبة من الأرض التي يمكن أن تهدد الأرض، لكن الكويكب الذي اصطدم قبل نحو 66 مليون سنة وخلف حفرة ضخمة في شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية يعتقد الكثيرون أنه أدى إلى انقراض الديناصورات.
وتبلغ كتلة المركبة دارت التي تم إطلاقها من قاعدة كاليفورنيا على متن صاروخ “فالكون 9” في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، 610 كيلوجرامات ويبلغ مقاسها8ر1 متر في 9ر1 متر في 6ر2 متر.