نحمد الله تعالى على أمطار الخير التي نزلت، ونهنئ أهلنا في مختلف ربوع الوطن.. لقد جاء موسم الأمطار هذا العام في وقت كنا في المفوضية منهمكين في جهود توفير الأعلاف بكميات معقولة، وبأسعار مدعومة. وقد كان لهذه الجهود بالغ الأثر في إنقاذ ثروتنا الحيوانية.
لقد تم التخطيط لهذه الجهود، في وقت مبكر بعد انتهاء موسم الأمطار الماضي، في إطار رؤية حكومية استشرافية، بتوجيهات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبإشراف من معالي الوزير الأول.
كما تم تأسيس هذا التخطيط على تقييم علمي في إطار عمل الآلية الوطنية للوقاية والاستجابة للأزمات الغذائية والتغذوية، وهي الآلية التي تم إنشاؤها حديثا في إطار رؤية حكومية تهدف إلى توفير الجاهزية للرد على الأزمات، والتدخل عند الضرروة على أسُس علمية مدروسة.
لقد مكن برنامج دعم المواشي لهذه السنة خلال الفترة الماضية، من تزويد 80 مركزا للبيع بسعر مدعوم، بكميات كبيرة من الأعلاف، في جميع المقاطعات والمراكز الإدارية.
وقد بلغت حصيلة البيع في هذه المراكز، بعد أقل من ثلاثة أشهر من انطلاقته، أكثر من 41 ألف طن من الأعلاف، وهي العملية التي تجري بإشراف السلطات الإدارية وبعضوية لجان تمثل فيها مختلف الجهات المعنية (السلطات الإدارية، المنتخبون، ممثلو روابط المنمين، ممثلو القطاعات الوزارية المختصة) وذلك لضمان وصول الأعلاف حصرا للمنمين.
خلال الشهر المنصرم وفي إطار زيارتي لولايات الحوضين ولعصابة ولبراكنة، حرصتُ على اللقاء بالمنمين والوقوف ميدانيا على وضعية المواشي في تلك الولايات الرعوية، وهي وضعية مطمئنة بفضل الله في جميع ولايات الوطن، رغم الشح الكبير في المراعي خلال العام المنصرم.
بعد التساقطات المطرية المبشرة، ومع تنفيذ جزء مهم من البرنامج كان له دور كبير في إنقاذ الثروة الحيوانية، وفي تثبيت أسعار الأعلاف في جميع الولايات، تعكف اللجنة الفنية للبرنامج، على إعداد تصور شامل للوضعية الحالية، سيراعي هذا التصور في خلاصاته، وضعية المواشي والأمطار، في جميع الولايات والمقاطعات والبلديات.
سيكون التقييم دقيقا وشاملا، وعلى أساس ذلك يتحدد مصير البرنامج - متابعة أو توقيفا - بحسب كل منطقة، ومستوى حظها من الأمطار، وحاجة مواشيها للأعلاف، وبناء عل التقييم يتم عند الحاجة، توجيه شحنات الأعلاف التي كانت موجهة لبعض المناطق، إلى أخرى كانت أقل حظا في الأمطار الأخيرة، في انتظار أن يعم الخصب والنماء جميع ربوع وطننا الغالي.
أشكر جزيل الشكر طواقم المفوضية وكل المتدخلين في تنفيذ البرنامج، والذين واصلوا الليل بالنهار من أجل إنجاح عملية بيع الأعلاف بسعر مدعوم، كما أدعوهم لمواصلة جهودهم خدمة لمواطنينا وإنقاذا لثروتنا الحيوانية.