أشرفت السيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه اليوم الاثنين بمقر الأكاديمية الدبلوماسية بنواكشوط، على انطلاق أعمال الملتقى التشاوري لتدعيم آليات التكفل بالاطفال بحضور معالي وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد سالم ولد مرزوك، ومعالي وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والاسرة السيدة الناها بنت هارون ولد الشيخ سيديا، والمدير العام للأمن الوطني الفريق مسقارو ولد سيدي وعدد من المدعوين.
وأكدت السيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه، إن اﺳﺘﻘﺮاء اﻷرﻗﺎم ﻋﺎﻟﻤﯿﺎ ووطنيا يكشف وﺟﺎھﺔ واﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺨﻄﻮات الأﺧﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺷَﺮَﺗْﮭﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔِ اﻷطﻔﺎل، مضيفة أن أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻤﺴﺔ أﺷﺨﺎص ﻣﺼﺎﺑﯿﻦ ﺑﻄﯿﻒ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ يتعرضون ﻟﻠﻀﯿﺎع، وأن بلادنا ﺗﺴﺠﻞ ﻋﺸﺮات ﺣﺎﻻت اﻟﻀﯿﺎع ﺷﮭﺮﯾًﺎ.
وأضافت أنه بسبب ظهور عشرات حالات ضياع الأطفال اﺳﺘﺪعى ذلك ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎتِ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔِ بالبلد ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻌﯿﺎتِ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔِ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎلِ، ﺗﻮﺳﯿﻊَ داﺋﺮةِ اﻟﻤﺘﺪﺧﻠﯿﻦَ، واﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔَ ﺑﺎﻟﺠﮭﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ.
وفيما يلي نص الخطاب:
"ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
معالي وزير الداخلية واﻟﻼﻣﺮﻛﺰﯾﺔ،
ﻣﻌﺎﻟﻲ وزﯾﺮة اﻟﻌﻤﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﻄﻔﻮﻟﺔ والأﺳﺮة،
السادة الولاة،
السيدة رئيسة الجهة،
السيد الحاكم،
السيد العمدة،
اﻟﺴﯿﺪ اﻟﻤﺪﯾﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻦ اﻟﻮطﻨﻲ،
اﻟﺴﺎدة واﻟﺴﯿﺪات رؤﺳﺎء وﻣﻤﺜﻠو ﺟﻤﻌﯿﺎت اﻷطﻔﺎل،
أﯾﮭﺎ اﻟﺴﺎدة واﻟﺴﯿﺪات،
ﯾٌﺴﻌﺪﻧﻲ أن أﺷﺎرك ﺟﻤﻌﻜﻢ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻓﻌﺎﻟﯿﺎتِ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺘﺸﺎوري اﻟﻤﻨﻈﻢ ﻟﺘﺪﻋﯿﻢ آﻟﯿﺎتِ اﻟﺘﻜﻔﻞٍ ﺑﺎﻷطﻔﺎل، واﻟﺬي ﯾﺴﺘﮭﺪف ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ، اﻟﻤﺰﯾﺪَ ﻣﻦ ﺗﺤﺴﯿﻦ آﻟﯿﺎتِ اﻟﺘﻜﻔﻞِ ﺑﺎﻷطﻔﺎل، وﺗﻨﺴﯿﻖ ﺟﮭﻮدِ ﻛﻞ اﻟﻔﺎﻋﻠﯿﻦ واﻟﻤﺘﺪﺧﻠﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺎر ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻜﻔﻞِ ھذهِ، ﺣﻤﺎﯾﺔ وﺗﺮﻗﯿﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ.
وﺗﺘﻨﺰَّلُ ھﺬه اﻟﺨﻄﻮاتُ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﻌﻰً ﻣﺘﻜﺎﻣﻞٍ ﻟﺘﺮﻗﯿﺔِ وﺗﺤﺴﯿﻦِ أوﺿﺎعِ اﻟﻄﻔﻞِ اﻟﻤﻮرﯾﺘﺎﻧﻲِ، ﻣﺴﻌﻰَ يشملُ ﺗﺄﺳﯿﺲَ وإﻗﺎﻣﺔَ اﻟﺒﻨﻲَ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔِ، وﺗﻮﺳﯿﻊِ ﻣﺆﺳﺴﺎتِ اﻟﺘﻜﻮﯾﻦِ، وإﯾﻼءِ اﻟﺮﻋﺎﯾﺔِ اﻟﺨﺎﺻﺔِ، واﻟﻌﻨﺎﯾﺔِ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔِ ﻟﻸطﻔﺎلِ ذوي اﻟﻮﺿﻌﯿﺎتِ اﻟﮭﺸﺔِ، ﺑﻤﺎ ﯾﺴﺎﻋﺪُ ﻣﻘﺪﻣﻲ اﻟﺨﺪﻣﺎتِ اﻟﺼﺤﯿﺔِ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔِ وأﺳﺮِ اﻷطﻔﺎلِ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻔﻞِ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒِ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻷطﻔﺎل وﺗﺸﺨﯿﺺِ وﺗﺠﺎوزِ اﻟﻤﺨﺎطﺮِ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮضُ ﺳﺒﯿﻞ رﻓﺎھِﮭِﻢْ وﺗﻄﻮُرِھِﻢْ.
وﻟﻨﺎ أن ﻧُﺴﺠِﻞَ، ﺿﻤﻦ ھﺬا اﻟﻤﺴﻌﻰَ اﻟﻨﺒﯿﻞِ، اﻟﺠﮭﻮدَ الجبارة اﻟﺘﻲ ﻗِﯿﻢَ ﺑﮭﺎ ﻣﺆﺧﺮا ﻟﺤﻤﺎﯾﺔِ اﻻطﻔﺎلِ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔِ ﻟﻠﺘﺤﺪﯾﺎتِ اﻟﺘﻲ ﺗَﻌْﺘﺮَﺿﮭُﻢ ﻋﻤﻮﻣًﺎ، أو ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاجه ﺑﻌﺾ ﻓِﺌﺎﺗِﮭﻢ اﻻﻛﺜﺮَ ھﺸﺎﺷﺔً.
أﯾﮭﺎ اﻟﺴﺎدة واﻟﺴﯿﺪات؛
ﯾﻜﺸﻒ اﺳﺘﻘﺮاء اﻷرﻗﺎم ﻋﺎﻟﻤﯿﺎ ووطﻨﯿﺎ وﺟﺎھﺔ واﺳﺘﻌﺠﺎﻟﯿﺔ اﻟﺨﻄﻮات اﻻﺧﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺷَﺮَﺗْﮭﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔِ اﻷطﻔﺎل، إذ ﯾﺘﻌﺮض أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻤﺴﺔ أﺷﺨﺎص ﻣﺼﺎﺑﯿﻦ ﺑﻄﯿﻒ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻠﻀﯿﺎع، وﺑﺒﻼدﻧﺎ ﺗﺴﺠﻞ ﻋﺸﺮات ﺣﺎﻻت اﻟﻀﯿﺎع ﺷﮭﺮﯾًﺎ. اﻷﻣﺮ اﻟﺬي اﺳﺘﺪﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎتِ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔِ ﺑﺒﻼدﻧﺎ، ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻌﯿﺎتِ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔِ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎلِ، ﺗﻮﺳﯿﻊَ داﺋﺮةِ اﻟﻤﺘﺪﺧﻠﯿﻦَ، واﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔَ ﺑﺎﻟﺠﮭﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ.
واﺳﺘﺠﺎﺑﺔً ﻟﮭﺬ اﻟﻮاﻗﻊِ، ﺗﻢَّ ﺗﺨﺼﯿﺺُ رﻗﻢ ﻣﺠﺎﻧﻲ للابلاغ ﻋﻦ ﺣﺎﻻت ﺿﯿﺎع اﻷطﻔﺎل، وﺑﻌﺪ ﺗﻔﻌﯿﻞ آﻟﯿﺔ اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ھﺬه، اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ أﺛﺮھﺎ اﻟﺤﻤﯿﺪ ﻓﻲ ﺣﻤﺎيتهم، ظﮭﺮت اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻹﯾﻮاء اﻷطﻔﺎل اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻌﺬر ﺧﻼل اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﻤﻮاﻟﯿﺔ اﻟﻮﺻﻮل اﻟﻲ ذوﯾﮭﻢ، وھﻮ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺐ اﻟﺘﻨﺴﯿﻖ ﻣﻊ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ واﻟﺪﻣﺞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺘﺄﻣﯿﻦ الإيواء اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ.
أﯾﮭﺎ اﻟﺴﺎدة واﻟﺴﯿﺪات؛
إن ﻣﺎ ﯾﻌﺮف بعدم تمييز اﻻﺗﺠﺎھﺎت أو اﻟﻮﺟﮭﺎت ﻟﺪي اﻷطﻔﺎل بشكل عام ﯾﺸﻜﻞ ظﺎھﺮة ﻣﺘﻮاﺗﺮة ﻟﺪى اﻻطﻔﺎل اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﻦ ﺑﻄﯿﻒ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺗﻌﺮﺿﮭﻢ ﻟﻤﺨﺎطﺮ ﺟﻤﺔ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﻀﯿﺎع ھﺬه.
ﻓﻜﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷطﺮاف أن ﺗﻠﺘﺌﻢ ﻟﻠﺘﺼﺪي ﺑﻔﻌﺎﻟﯿﺔ ﻟﮭﺬه اﻟﻈﺎھﺮة، وﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ وﺗﻘﯿﯿﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺨﻄﻮات، ﺳﺪا ﻟﻠﺜﻐﺮات، وإﻗﺘﺮاﺣﺎ ﻟﻠﺤﻠﻮل، وﺗﻘﯿﯿﻤﺎ ﻟﻠﻤﻨﺠﺰ ﻓﻲ ھﺬا اﻹطﺎر.
وﻗﺪ ﺳﻌﺪت ﺑﺰﯾﺎرة وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺣﻠﻘﺎت ھﺬا اﻟﻤﺴﺎر اﻟﮭﺎدف ﻟﻠﺘﻌﺎطﻲ ﻣﻊ ھﺬه اﻟﻈﺎھﺮة، واﺳﺘﻤﻌﺖ ﻟﺸﮭﺎدات ﻣﺆﺛﺮة ﻣﻦ أﺳﺮ اﻷطﻔﺎل وھﻢ ﯾﺘﻠﻘﻮن ﺧﺒﺮ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ طﻔﻠﮭﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻀﯿﺎع، وإﻓﺎدات ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ وھﻲ ﺗﻀﻄﻠﻊ بجدارة ﺑﺄدوارھﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ، وﺑﯿﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻹﯾﻮاء ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷطﻔﺎل، ﻣﻮﻓﺮة ﻟﮭﻢ ﻣﺮﻛﺰ اﺣﺘﻀﺎن آﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﺴﻠﻤﮭﻢ ﻣﻦ طﺮف ذوﯾﮭﻢ.
وھﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻷﺷﻜﺮ ﻛﻞ اﻟﻤﺘﺪﺧﻠﯿﻦ، ﺳﻠﻄﺎت ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ وﺷﺮﻛﺎء اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﮭﻮدھﻢ اﻟﻤﺘﻤﯿﺰة، وﻟﻠﺘﺤﻔﯿﺰ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ تفعيل ھﺬه اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﯿﺔ وﺻﻮﻻ ﻷﻣﺜﻞ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺎﻷطﻔﺎل وأﻧﺠﻊ طﺮﯾﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎطﻲ ﻣﻊ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﺮﺿﮭﻢ وﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺘﻌﺮﺿﮭﻢ ﻟﻤﺨﺎطﺮ أﻛﺒﺮ.
ﻓﻠﻨﻌﻤﻞ ﺟﻤﯿﻌﺎ ﺑﺮوح ﺷﺮاﻛﺔ وﺗﻜﺎﻣﻞ وﻋﺰﯾﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل وﺗﺮﻗﯿﺔ ﻣﻠﻜﺎﺗﮭﻢ وﻻ ﻧﺪﺧﺮ أي ﺟﮭﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﻣﺪ ﯾﺪ اﻟﻌﻮن ﻷي طﻔﻞ ﯾﻀﻞ طﺮيقه ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ ذويه ﻟﯿﻮاجه ﻣﺨﺎطﺮ ﺗﺘﺮﺻﺪه وﺗﺤﺪﯾﺎت ﺗﻔﻮق ﻗﺪراته... ﻛﻠﻨﺎ ﺷﺮﻛﺎء ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ذﻟﻚ.
وﻓﻘﻨﺎ ﷲ وإﯾﺎﻛﻢ واﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ ﷲ وبركاته".