كانت كلمة المهندس سيدي محمد ولد الطالب أعمر في مواجهة عشرات الآلاف من سكان العاصمة، كلمة تاريخية، مفعمة بالمقاصد السامية والرسائل البالغة الأهمية، التي تؤكد عمق التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي قادها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في البلاد.
كان للجمهور رسالته الواضحة، فضخامة الحشد، تأكيد وتكرار لرسالة الاحتفاء الشعبي بقرارات ومواقف رئيس الجمهورية، ودلالة على توسع وشعبية حزبنا الاتحاد من أجل الجمهورية وعمق امتداده بين الجماهير والنخب ومختلف فعاليات المجتمع.
كما أن رسائل الخطاب وما جمع من عرض للمنجزات الكثيرة والمتعددة، والشاملة التي تحققت في سنتين ونصف من المأمورية الأولى لرئيس الجمهورية، كانت رسالة واضحة لأولئك المولعين بالتقزيم، والتقليل من قيمة الإنجازات العظيمة والمهمة، فلائحة الإنجازات مقارنة مع زمنها وظروفها والعوائق المتعددة، تؤكد أن وتيرة الأداء كانت أسرع وأقوى وأرسخ من أحاديث المثبطين وتهويمات المغرضين.
وفي الاحتفاء والاستناد إلى مضامين خطاب رئيس الجمهورية، كان رئيس الحزب واضحا في التأكيد على أن خطاب وادان كان صرخة واضحة وعالية في وجه طبقية مقيتة آن الأوان أن تنسلخ من جسدنا الاجتماعي، ومن لغتنا السائدة، وأن يحل مكانها الاحتفاء والتقدير والتعظيم لأولئك الذين صنعوا لنا تاريخا مزخرفا عبقا بالجمال والإبداع، وكانت أصابعهم أقلام الحضارة، ومداد التشكيل، وأول لبنات التكوين المهني في البلاد.
كانت أيضا محاربة الفساد والتأكيد على الصرامة التامة تجاه أولئك المصابين بالشره تجاه المال العام واضحة، وتؤكد أن البلد مقبل على حملة وطنية لحماية المال العام وترسيخ قيم النزاهة والشفافية، وأن الذين يقفون في وجه هذا الطريق، أو يرون أنه خطاب أو طريق مرحلي واهمون، ويوشك أن يكونوا وقودا للحملة الوطنية على الفساد.
رسائل الحشد ومضامين الخطاب متعددة، وتؤكد بوضوح أن
- ترهات الصدام الاجتماعي التي عاشت عليها ومن لهبها أطراف سياسية متعددة، واستغلها النظام السابق لتوتير الحياة الاجتماعية في البلد قد رحلت برحيله وانتهت بزواله، وأن الإخاء الوطني هو عنوان وحقيقة المرحلة التي نعيشها من عمر بلدنا الحبيب.
- أن مسيرة الإخاء مسيرة وطن متصالح، توجه نظرها للأفق المستقبلي الناضر، تنصف المظلوم، وترفع قدره، ولم يعد فيها مكان للمتاجرة بالمظالم ولا لحماية ترهات الاستكبار.
- أن العمل والتشغيل عنصر أساسي في بناء نهضتنا، وأنه أولوية أساسية لرئيس الجمهورية ولحكومته وللحزب، ولا محيد عن نبذ الكسل وطرق أبواب العمل كله.
- أن حماية الهوية الإسلامية ركن أساسي من التزامات رئيس الجمهورية، وفي ضوئها وضمن معالمها الحضارية يصنع مسيرة إنجاز متواصلة، وينبي أسوار وطن آمن، وأمة ناهضة.
إن ما يميز المرحلة الحالية من أداء السلطة ومناصريها أنها تتحدث عن إنجازات بارزة للعيان، وتقدم خطابا يجمع ولا يفرق، يؤلف ولا يشتت، خطابا يجد فيه الجميع ملامح خطابه، ومستند رؤاه وآمال وطنه، فلذلك لا غرو أن كان رئيس الجمهورية رئيس الإجماع، وأن يتعزز هذا الإجماع مع مواقفه وإنجازاته، وخطابه، لأن يتحدث عن آمالهم، ويداوي بحس مرهف وشفقة حانية آلامهم
إن هذه القيم النبيلة والإنجازات الرفيعة التي نفذها ومارسها ورسخها رئيس الجمهورية تحتاج منا جميعا الالتفاف حول برنامجه والدفاع عن رؤاه الوطنية، في وجه المغرضين، تحتاج سواعد مصلحة وعقولا مستنيرة، وكفاءات راشدة
الشيخ : عمر الفتح ولد سيدي عبد القادر
عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية
نواكشوط 25 دجمبر2021