تم مساء اليوم السبت بقصر المؤتمرات في نواكشوط عرض فيلم "الموريتاني" بحضور السيدة الأولى السيدة مريم فاضل الداه وحرم معالي الوزير الاول وعدد من أعضاء الحكومة واعضاء السلك الدبلوماسي وشخصيات أخرى.
ويستند الفيلم إلى مذكرات السجين السابق بغوانتانامو السيد محمدو ولد صلاحي التي نشرها عام 2015 بعنوان "مذكرات غوانتانامو".
واكدت معالي وزيرة التجارة والصناعة والسياحة السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس في كلمة بالمناسبة ان فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اوعز خلال تصوير بعض مشاهد هذا الفلم ببلادنا ،بمواكبة جادة للحدث ادراكا من فخامته لنبل وجسامة رسالة الفن عامة والسينما خاصة .
واضافت ان موريتانيا اليوم تحتفي بضيوفها الذين بذلوا جهدا رائعا لتحويل احدى اكبر قصص المعاناة الانسانية في العصر الحديث الى فرصة لبلادنا ،للانسانية،لروح التسامح ،ولاعلاء قيم النبل والشجاعة والتعالي على الجراح.
وقالت:"اننا نحتفي اليوم بفلم الموريتاني وبمخرجه المبدع ذي الصيت العالمي كيفن ماكدونالد،وبملهم القصة وبطلها الحقيقي في بلادنا محمدو ولد صلاحي".
ونبهت الى ان انتاج هذا الفلم وعرضه يجب ان يمثل بطاقة عبور لبلادنا العزيزة للتعريف بصورتها الناصعة السمحة على كل شاشات العرض ومنصات التواصل عبر العالم ليتعرف العالم اكثر على موريتانيا معدن الطيبة والتسامح وبيئة الانسان المبدع.
وكانت اللجنة القطاعية المكلفة بمتابعة عمل فيلم "الموريتانى" برئاسة معالي وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان السيد لمرابط ولد بناهي قد أعربت في وقت سابق عن ارتياحها للنجاح الباهر الذي حققه الفيلم عالميا، مشيدة بالاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى لهذا العمل الفني والذي تجسد في التهنئة السامية التي تقدم بها فخامته للسيد محمدو ولد صلاحي الذي يروي الفيلم قصة معاناته.
كما واكبت الحكومة بواكير إنجاز هذا الفيلم، خصوصا في مراحل تصويره داخل بلادنا، من خلال تشكيل لجنة إشراف، مطلع العام الماضي، ضمت قطاعات الثقافة والدفاع والداخلية والمالية والتجهيز والنقل والتجارة والصناعة والسياحة وممثل عن جهة الإنتاج.
هذا ونشر ولد صلاحي مذكراته من خلف القضبان، ليصبح أول معتقل في غوانتانامو ينشر مذكراته خلال فترة أسره حيث ركز فيها على ما مرّ به من تعذيب قاسٍ، وسنوات سجن دون محاكمة.
وأدى الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم -المرشح لجائزة "بافتا"-دور بطل الفيلم، فيما لعبت الأميركية الحاصلة على جائزتي أوسكار جودي فوستر دور المحامية نانسي، وشاركتها شايلين وودلي المرشحة لجائزة غولدن غلوب في دور المساعدة تيري.
ويمثل فيلم "الموريتاني" أحدث الأعمال السينمائية التي تصور التجارب المنهكة التي يمر بها نزلاء المعتقل الموجود في القاعدة البحرية الأمريكية الواقعة في خليج غوانتانامو بكوبا.
وبقدر اعتماد الفيلم على مذكرات السجين محمدو ولد صلاحي، فيما يتعلق بكتابة السيناريو، فقد اعتمد القائمون على العمل على المعتقل السابق نفسه، لتقديم التفاصيل اللازمة لتصوير المشاهد، بأقصى قدر ممكن من الدقة.
وقد تم الاعتماد في هذا السياق، على صور وكالات الأنباء لهذا المكان، وكذلك الصور التي التقطها الجنود الموجودون هناك بأنفسهم ونشروها عبر الإنترنت، وأيضا على وثائق عسكرية مُفترضة، بجانب كتيبات تم الحصول عليها من مستشارين عسكريين.