عندما تأكد عالم الآثار هوارد كارتر أنه قد اكتشف بالفعل مقبرة توت عنخ آمون أعظم ملوك مصر القديمة أدرك على الفور أنه بصدد أهم الاكتشافات الأثرية فى تاريخ الحضارة الإنسانية على مر العصور.
كان عالم الآثار الانجليزى هوارد كارتر قد عثر على المقبرة بعد عملية بحث طويلة استمرت أكثر من 15 عاما، بدأت عندما جاء إلى مصر للعمل كرسام، ثم ما لبث أن وقع في غرام الأثار المصرية، وحضارة الفراعنة بعد جلستين فقط مع عالم الأثار “وليم فلندرز بتري” .
وعلى الرغم من الرفض الذي تلقاه من علماء الآثار المنقبين في مصر خلال تلك الحقبة، إلا أنه أثبت جدارته في مجال التنقيب، وتفوق على الجميع بعثوره على مقبرة توت عنخ آمون .
وهذا الاكتشاف يحتل أهمية كبيرة إذ مكن العلماء من معرفة السبب الحقيقي لموت الفرعون الشاب، حيث وجدوا أنه لم يقتل كما قيل عبر القرون الماضية .
بل تعرض لحادثة تسببت بكسر في فخذه ترتب عليها وفاته نتيجة مضاعفات لتلك الإصابة .
ولم يكتف كارتر بالعثور على مقبرة توت بل راح يقيم المحاضرات لتوصيل المعلومات الحقيقية والمبسطة لعامة الناس عن هذا الاكتشاف العظيم في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأسبانيا .
ونظراً لهذا الاكتشاف العظيم الذي حققه كارتر فهو ما زال حتى يومنا هذا محل تقدير في العالم أجمع خاصة في مصر .
إذ تم تحويل الإستراحة التي أقام فيها في مدينة القرنة وعلى بعد 20 كم من مدينة الأقصر إلى متحف للزوار .
ووضعت على حوائط المنزل صورا لكارتر وبعض العمال أثناء أعمال التنقيب .
وفي الاستراحة العديد من أغراضه الشخصية، كقبعات كان يرتديها، وعكاكيزه، وآلته الكاتبة، وبعض الكتب، ومعدات التنقيب الخاصة به، وكتابات بخط يده، والكثير من اغراضه الخاصة .
وكان هوارد قد بنى الاستراحة بنفسه، وأعيد ترميمها وأضيفت كافيتريا لخدمة الزوار، وتكلفة مبيت ليلة الرابع من نوفمبر فيها تصل إلى عشرين ألف دولار وعشرة آلاف للأيام الباقية .
لكن يمكن للزوار زيارتها خلال الموسم السياحي في مصر، وإكتشاف جانب من حياة كارتر خلال إقامته في مصر وتنقيبه عن مقبرة توت عنخ آمون التي عثر عليها صدفة أثناء قيامه بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس في وادي الملوك .
بالإضافة إلى ذلك فقد تم افتتاح نسخة طبق الأصل من المقبرة في الأقصر أمام الزوار، حيث قام الاتحاد الأوروبي بتقدمتها لمصر كهدية بعد ثورة 25 يناير .
وتم تشييد هذه النسخة في مدخل وادي الملوك بالقرب من إستراحة كارتر .
والملفت بها أنها طبق الأصل عن المقبرة الحقيقية بحجمها وألوانها والنقوش على جدرانها .
ويعتبر هذا النموذج بديلا عن مقبرة توت الأصلية التي أقفلت بهدف الترميم والمحافظة عليها، وقامت شركة إسبانية بتصميم النسخة واستخدمت فيها أهم تقنيات الضوء والرؤية ثلاثية الأبعاد .
وتعتبر استراحة كارتر ونسخة مقبرة توت مع كل الأثار في وادي الملوك من أكثر الأماكن السياحية جذبا للسياح في مصر . وتحاول الدولة الاستفادة من هذه الأماكن أقصى إستفادة خاصة أن مصر تشتهر بتاريخها وآثارها التي لطالما جذبت العلماء كما السائحين