توجد جرائم غير محلولة في جميع أنحاء العالم، حيث وصل المحققون فيها إلى مرحلة لا يمتلكون فيها أدلة لاستكمال التحريات حول القضية، وتصبح القضية ميؤوس منها، عادة ما تكون تلك القضايا غريبة ومرعبة ومن يقرأ عنها سيبقى الليل كله مستيقظ، الجرائم غريبة يصعب تصديقها في بعض الأحيان، مما يجعل الاستنتاج البديهي هو الانتحار، إلا أن الانتحار لا يكون الحل الصحيح، وفي هذا المقال مجموعة كبيرة من جرائم غير محلولة ، فهل يمكن إعادة فتح ملفات هذه القضايا مرة أخرى! من وضع بيلا في شجرة الدردار المسحورة؟ عند القيادة في بلدة Hagley بالمملكة المتحدة البريطانية بالسيارة تجاه الغابة القريبة بالمدينة، يمكن لأي شخص أن يتأكد بأن هذه الغابة منطقة محظورة، حيث ظلال أشجار الدردار الكثيفة وجذوعها الضخمة تجعل أي إنسان يخشى هذه الغابة، ويتخيل بأنها وقر للشعوذة والسحر والأسرار، هذا الشعور يزيد عند معرفة اللغز الذي يحيط بهذه الغابة منذ أوائل أربعينات القرن العشرين، ففي 18 أبريل من عام 1943، كان هناك ثلاثة فتيان يطاردون أعشاش العصافير المنتشرة على أشجار الدردار في الغابة، فوجدوا شجرة تبدو وكأن جذعها الضخم مجوف من الداخل، فقام واحد من الفتيان بالصعود إلى الأعلى والنظر داخل الشجرة، ليشاهد جمجمة بشرية محشورة داخل الشجرة وشعر الجمجمة عالق في خشب الشجرة من الداخل، بعد أن نشر الفتيان خبر هذه الجمجمة بدأت تحقيقات الشرطة. واكتشفت الشرطة فيما بعد هيكل عظمي كامل بداخل جذع هذه الشجرة، كما وجدت الشرطة خاتم زواج وحذاء ونسيج حريري داخل فم الجمجمة، وأظهرت نتائج الطب الشرعي بأن هذا الهيكل يرجع إلى سيدة وقد تم خنقها حتى ماتت ومن ثم تم وضعها بهذا الشكل داخل الشجرة، وكانت السيدة تدعى “بيلا ثرون”، في العام التالي 1944 قام شخص مجهول بكتابة جملة “من وضع بيلا في شجرة الدردار المسحورة”، على جدار في مدينة برمنغهام الإنجليزية، وفي الأعوام التالية بدأت هذا الجملة بالظهور مرارًا وتكرارًا على مسلات وجدران مختلفة في مدن إنجلترا، ولم تتمكن الشرطة أبدًا من معرفة الجاني، وما توصل إليه الناس هو أن هناك مجموعة من السحرة قاموا بالتضحية بالسيدة بيلا بهذا الشكل، أو بأن بيلا هي جاسوسة وقامت السلطات بقتلها وإخفاءها بهذا الشكل المرعب أثناء الحرب في ذلك الوقت، وهي بالتأكيد قصة ضمن جرائم غير محلولة مرعبة وحقيقية. جرائم غير محلولة في سبرينجفيلد ميزوري في السادس من يونيو عام 1992، في مدينة سبرينجفيلد في ولاية ميزوري الأمريكية، تنبأت الأرصاد الجوية بليلة باردة وسماء مليئة بالغيوم، وفي هذه الليلة كان هناك حفل تخرج من المدرسة الثانوية، وكانت سوزان ستريير وستايسي ماكول يحتفلان بتخرجهما، واستمر الحفل حتى الثانية بعد منتصف الليل، ثم عادت الفتاتان إلى منزل سوزان ليستمروا بالاحتفال بنجاحهما هناك، وبعد فترة قصيرة من وصولهما إلى المنزل، اختفوا تمامًا، ستايسي وسوزان ووالدة سوزان، اختفاء والدة سوزان هي من جعلت الأمر غريبًا بشكل كبير، لأن اختفاء الفتيات قد يمكن تبريره ولكن اختفاء الفتيات مع والدة سوزان هو أمر غريب. وما يزيد الأمر غرابة هي طريقة الاختفاء، لأنهم اختفوا بعد الثانية صباحًا بقليل وتركوا كل شيء في مكانه بالضبط، الملابس والأموال والسيارة والسجائر وحتى كلب سوزان ووالدتها، لا توجد أية علامات لاقتحام المنزل، ولا أدلة لحدوث عنف ومشاجرة داخل المنزل، آخر آثر تركته الأم كانت مكالمة هاتفية بسيطة في الساعة 11 مساءً، ومن خلال المكالمة يمكن معرفة أنها كانت نائمة بالفراش قبل وصول الفتيات واختفاؤهم جميعًا، وإلى اليوم تعد جريمة اختطاف الثلاثة ضمن جرائم غير محلولة ، وتوجد مكافأة قدرها 42 ألف دولار لمن يدل الشرطة على الخاطف، إن وجد! فأس فيليسكا فيليسكا هي بلدة صغيرة في الركن الجنوبي الغربي من ولاية أيوا الأمريكية، لا يزيد عدد سكانها عن 1100 شخص، ما حدث بليلة 9 يونيو عام 1912، كان له تأثير كبير على هذه البلدة وسمعتها المستقبلية، فإلى اليوم تشتهر البلدة بجريمة “فأس فيليسكا” والتي ظلت ضمن جرائم غير محلولة إلى اليوم، وبسبب بشاعة القصة وغرابتها تم ذكرها العديد من المرات في أفلام الرعب، تبدأ القصة في ليلة التاسع من يونيو في ليلة هادئة والبلدة جميعها نائمة، حيث يعود جوشيا مور إلى بيته مع أسرته المكونة من الأم سارة، و3 أولاد وبنت واحدة تدعى ماري، ومعهم ضيفتين أصدقاء ماري من نفس سنها الطفولي، وكانوا جميعًا قادمين من حفل للأطفال في الكنيسة. كان هناك شخصًا غامض مجهول ينتظرهم بعلية المنزل، ومن المؤكد بأنه كان ينتظرهم من فترة طويلة ويتربص لهم، لأنه دخن سيجارتين قبل وصول العائلة، وفي الفترة ما بين 12 صباحًا حتى 5 صباحًا قام هذا الرجل الغامض بقتل جميع أفراد الأسرة وأصدقاء ماري بالفأس الخاص بجوشيا، مستخدمًا النهاية الحادة من الفأس مع الجميع ما عدا جوشيا الذي قام بضربه عدة مرات قبل أن يقتله، وكانت جميع ستائر المنزل مغلقة، والأرضية مغطاة بالدماء، وهناك لحم غير مطبوخ بجانب الفأس في غرفة الضيوف التي قتل فيها المجرم أصدقاء ماري، ولم تتمكن الشرطة يوميًا من تحديد هوية القاتل على الرغم من العديد من المحاولات، أخرها عام 2017، وهي نظرية تقول بأن هناك قاتل متسلسل قام بقتل أكثر من 100 شخص في الولايات المتحدة وفي كندا في ذلك الوقت، وعائلة مور إحدى ضحايا هذا المجرم. أرليس بيري قضية أرليس بيري شغلت الإعلام والصحافة الأمريكية لفترة طويلة من الزمن، بسبب بشاعة القصة وغرابتها وكونها ضمن جرائم غير محلولة إلى هذا الوقت، عند مقتلها كانت أرليس تبلغ من العمر 19 عام، تعمل كموظفة استقبال، متزوجة من بروس بيري، طالب في السنة الثانية في جامعة ستانفورد، حيث التقيا معًا في المدرسة الثانوية، ويعيشان معًا في بلدة بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، في 12 أكتوبر عام 1974، تحولت حياة أرليس إلى كابوس حقيقي، في البداية حدثت شجار صغير بين أرليس وزوجها، وقالت له بأنها ستذهب إلى كنيسة ستانفورد التذكارية وتريد أن تبقى بمفردها هناك قليلًا، وإلى منتصف الليل لم تعد أرليس إلى المنزل، فاتصل بروس بالشرطة وأخبرهم بمكان أرليس، وعندما وصلت الشرطة إلى الكنيسة وجدوها مغلقة كالعادة من الخارج، ولا يوجد أي دليل على الاقتحام وكل شيء على ما يرام. بعد ساعات من الزمن فتح حراس الأمن الكنيسة، ليجدوا جثة أرليس مرمية على الأرض على ظهرها، وهناك أداة حادة تُستخدم في قطع الثلج بطول 13 سم نافدة إلى رأس أرليس، وهناك شمعة فوق صدرها، وتم تعرية الجثة من الأسفل، وعند سؤال جميع من ذهبوا للكنيسة في ذلك اليوم، لاحظوا جميعًا وجود رجل غريب دخل إلى الكنيسة ولم يتم التعرف عليه أبدًا، ومن مواصفات هذا الرجل أكد العاملون مع أرليس بأنه زارها في مكان عملها في اليوم الذي سبق مقتلها، ولكنهم جميعًا لم يعرفوه، وقد تم استبعاد زوجها كمشتبه به لأنه لم يخرج من المنزل هذه الليلة، أما عن سكان البلدة ومن شاهدوا الجثة فالكثير منهم اعتقد أن هناك غموض كبير يلتف بهذه القضية، وبأن هناك طقوس شعوذة وسحر تمت على هذه الفتاة قبل أن تموت بهذا الشكل المرعب. جريمة قتل بلير أدامز من يتابعون قصص جرائم غير محلولة من التسعينات، فبالتأكيد سيسمعون عن قصة قتل بلير أدامز، فهي غريبة ولا يمكن للفرد أن ينساها، في عام 1996 في 11 يوليو، تم العثور على جثة بلير أدامز في موقف سيارات فندق بمدينة نوكسفيل في ولاية تينيسي الأمريكية، وحول الجثة ترفرف نقود بقيمة 4000 دولار، ولكن بعملات مختلفة، دولارات أمريكية ودولارات كندية ومارك ألماني والذي كان العملة الرسمية لألمانيا حتى ذلك الوقت، من النظرة الأولى اعتقدت الشرطة بأنه تاجر مخدرات بسبب العملات المتعددة، ولكن بعد ذلك أظهرت التحقيقات بأنه مواطن كندي، والعاملون معه قالوا بأنه كان دائمًا مرتاب ولديه وسواس قهري، وكثيرًا ما كان يقول لهم بأن هناك من يريد قتله، ودائمًا ما يكون متقلب المزاج كمن لديه اضطراب ثنائي القطب النموذجي، في يوم 5 يوليو قام بلير بسحب الأموال من مصرفه، وأخذ بعض المجوهرات الثمينة وحاول العبور إلى الولايات المتحدة. ولكن تم إيقافه في البداية على الحدود بسبب هذا القدر الكبير من المال، فرجع واشترى تذكرة طائرة إلى ألمانيا، لم يستخدمها أبدًا، وهذا ما يفسر سبب تغيره لبعض المال إلى المارك الألماني، ومن ثم حاول العبور عبر سياتل إلى الولايات المتحدة ونجح هذه المرة، لم تتوقف تحركات بلير الغريبة عند ذلك الحد، حيث قام بالسفر إلى العاصمة واشنطن، ومن هناك أخذ أجر سيارة ليذهب بها إلى توكسفيل حيث قُتل في موقف السيارات بدون سرقة، تم قتله حوالي الساعة الثالثة صباحًا بأداة ثقيلة، وفي يده وجدت الشرطة شعر لشخص مجهول يبدو أن بلير تعارك معه قبل أن يقتله، ولم تتمكن الشركة من إيجاد تطابق للحمض النووي مع هذا الشخص، بلير هو رجل وحيد بعيد جدًا عن موطنه قام بعدة تحركات غريبة قبل أن يُقتل لأسباب غير معروفة، أصبحت قضية مغلقة بالنسبة إلى الشرطة والتي لم تجد لها حلًا. جريمة قتل على السناب شات واحدة من أشهر جرائم غير محلولة يمكن اعتبار هذه القصة الغريبة ضمن جرائم غير محلولة ، على الأقل إلى الآن، فالجريمة حدثت 13 فبراير عام 2018، ويمكن للشرطة أن تحلها في أي وقت، في ذلك اليوم كانت ليبرتي جيرمان، البالغة من العمر 14 عام، وصديقتها أبيجيل وليامز، 13 عام، يلتقطون الصور ومقاطع الفيديو في سكك الحديد التاريخية في دلفي في ولاية إنديانا الأمريكية، ولابد أنهم لاحظوا في لحظة ما شخصًا يتربص لهم، فقامت ليبرتي بالتقاط صورة للرجل كبير البنية، ومع الأسف لم يظهر بشكل كافي الصورة، لأنه كان يرتدي قبعة ويضع يده في جيبه، بعد فترة قصيرة من التقاط الصورة تمكنت ليبرتي من تسجيل صوت الرجل وهو يقول جملة واحدة: “أسفل التل”، بعد التسجيل بساعات قليلة تم العثور على جثة ليبرتي وأبيجيل، وبذلك تكون ليبرتي سجلت صوت قاتلها، وعلى مدار الشهور التالية ظهرت العديد من التحريات والخطوط الجديدة في القضية، إلا إنها لم تُحل إلى اليوم. توجد جرائم غير محلولة متنوعة حول العالم، ومنها ما لا يمكن حله أبدًا، ولم تأخذ العدالة مجراها مع العديد من الضحايا وأسر الضحايا، وذلك لصعوبة الألغاز وغرابتها ولكنها مرعبة ومزعجة