نشرت صحيفة "ميرور" البريطانية تقريرا عن أغرب عشرة حوادث اختفاء أو تحطم طائرات في العالم. نختار البعض منها علما أن الكثير من الأسئلة لا تزال تثار حولها.
إعلان
ينشر بالاتفاق مع هسبريس
لم يكن حادث اختفاء الطائرة الماليزية لمدة تزيد عن أسبوعين الحدث الأكثر غرابة في تاريخ الطيران، فقد عرف القرن الماضي وقائع غريبة لتاريخ ابتلعتها السماء ولم تعد شاشات الرادار قادرة على رصدها لمدة من الزمن، بل أن طائرات بعينها لا زالت مفقودة إلى الآن رغم مرود عقود على اختفاءها، ممّا جعل منها مادة دسمة للأساطير والقصص الخيالية بل وحتى الأفلام السينمائية.
صحيفة ميرور البريطانية كانت قد نشرت تقريراً عن أغرب عشر حوادث اختفاء أو تحطم طائرات في العالم، نختار منها خمس حوادث لا زالت الكثير من الأسئلة تثار حولها:
الرحلة 19 واختفاء خمس طائرات
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، خرجت الولايات المتحدة الأمريكية كواحدة من أكثر الدول استفادة من هذه الحرب بالنظر إلى ابتعاد أراضيها عن المناطق الملتهبة، نشوة الأمريكيين بالانتصار على دول المحور عكّر من صفوها حادث غريب للغاية صوّره فيلم سينمائي بعد ذلك ب34 سنة (فيلم مثلث برمودا المُنتج سنة 1979)، الحادث هو اختفاء خمس طائرات بالتمام والكمال فوق منطقة الجزء الغربي من المحيط الأطلنطي المجاور للساحل الجنوبي الشرقي لولاية فلوريدا الأميركية.
المنطقة التي تعرف بمثلث برمودا، ابتلعت خمس قاذفات قنابل أمريكية كانت في مهمة تدريبية روتينية عرفت بالرحلة رقم 19، وآخر ما توصلت به قاعدة الاتصال، هو أن قائد السرب أخبرهم أنه يحلق فوق خليج المكسيك في حين أنه كان فوق المحيط الأطلنطي، تمّ إرسال طائرة تفقدية سادسة وراء السرب المفقود، انفجرت 23 ثانية بعد إقلاعها، الأمر الذي زاد من الخوف من "مثلث برمودا" خاصة ما تردد عن ابتلاعه لسفن في القرن ال19.
53 سنة من الاختفاء
سنة 1947 ستعرف أعظم لغز طيران في تاريخ الأرجنتين، الطائرة ستار داست حلّقت في الثاني من غشت من مطار بوينيس أيريس في اتجاه سانتياغز الشيلية، إلا أنها لم تصل أبداً، ولم يُعثر عليها إلا سنة 2000، أي بعد مرور 53 على تحطمها، حيث شكّلت هذه السنوات، أرضية خصبة للخيال الذي وصل حد اتهام كائنات فضائية باختطاف الطائرة ذات الصنع البريطاني، أو حد اتهام جهات حكومية بتفجيرها لنقلها راكباً بريطانياً يتوفر على أوراق دبلوماسية خطيرة.
الطائرة لم تكن تنقل سوى ستة راكبين زيادة على طاقم الطائرة، انطلقت في حوالي 1 و46 دقيقة صباحا، وكان من المتوقع أن تصل في حدود الساعة السادسة، إلا أنها اختفت بشكل مفاجئ من أجهزة الرادار، ولم تفلح جهود خمسة أيام من البحث المتواصل في العثور عليها، رغم حديث راديو محلي عن توصله بنداء استغاثة من طاقمها، فرضية الاختطاف هي الأخرى كانت حاضرة بالنظر إلى اختطاف طائرتين بريطانيتين في المنطقة نفسها، لتنتهي جميع الفرضيات بعد إيجادها من طرف الجيش الأرجنتيني سنة 2000 في جبال توبونجاتو.
ضحايا جدد للمثلث الغامض
لم يكتفِ مثلث برمودا بابتلاع الطائرات الحربية الخمس، بل التهم طائرة مدنية سنة 1948 هي "ستار تايغر" التي انطلقت من لشبونة في 28 من يناير ب25 راكباً في اتجاه برمودا، توقفت في مطار برتغالي آخر لتعاود الانطلاق في اليوم الموالي، غير أن واجهت مصاعب كبيرة في طريقها، إلى أن انقطع الاتصال معها نهائيا صبيحة ال30 من يناير.
الخطوط البريطانية التي كانت تنتمي إليها الطائرة المفقودة بدأت حملة واسعة من البحث استمرت 21 يوما دون نتيجة، وما أثار استغراب المحققين هو أن طاقم الطائرة كان من بين الأكفأ في تلك الأوقات. تعددت الفرضيات، إلا أن أصابع الاتهام توجهت مرة أخرى لمثلث برمودا، ومنذ ذلك الحين تحوّل إلى منطقة للموت خاصة وأن طائرة أخرى للخطوط نفسها فُقدت فيه في العام الموالي.
الموسيقي الراحل
اختفت طائرة غلين ميلر فوق القناة الإنكليزية، وأمضى مغني فرقة "بيغ باند" الشهير ليلته الأخيرة في بريطانيا في 14 كانون أول (ديسيمبر) 1944، غلين ميلر كان يحلق بطائرته فوق القناة الإنكليزية ببريطانيا في دجنبر 1944 متجها إلى باريس، قبل أن تختفي طائرته للأبد، وهو الذي كان يسافر من أجل القيام بعرض غنائي لصالح قوات الحلفاء.
أساطير عدة حيكت حول عملية الاختفاء، فهناك من أشار إلى أن الطائرة انفجرت وأن القوات الفرنسية أرسلت لها قنبلة ظناً منها أن الأمر يتعلق بطائرة ألمانية، بينما نشر صحافي ألماني قصة مغايرة تماماً، مفادها أن ميلر وصل بأمان إلى باريس، إلا أنه تعرض لنوبة قلبية أثناء لقائه بعاهرة فرنسية، وأن الجيش الأمريكي غطّى على الأحداث بما أن ميلر كان قادماً من أجل الغناء لوحداته المتواجدة بفرنسا.
المرأة الطائرة التي اختفت
كانت كاتبة ورائدة متفوقة في الطيران، وهي أول امرأة تطير لوحدها في المحيط الأطلسي، حققت أملييا إيرهارت العديد من الأرقام القياسية، إلا أنها لم تكن تعلم أنها ستصنع أحد أكثر الأحداث لُغزاً خلال سنوات الأربيعينات من القرن الماضي، وذلك عندما اختفت طائرتها قرب جزيرة هاولاند في المحيط الهادي سنة 1937 بشكل غامض للغاية.
أرادت إيرهارت القيام بأطول رحلة عبر العالم بمساعدة أحد خبراء الملاحة الجوية، آخر موقع تم رصده لطائرتهما كان بالقرب من جزيرة هاولاند، وبعد انقطاع خطوط التواصل مع قواعد الملاحة الجوية، بدأت جهود البحث التي شاركت فيها البحرية الأمريكية وخفر السواحل، وكلّفت ميزانية أربعة مليون دولار كانت هي الأكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حتى ذلك الوقت، إلا أن البحث لم يكلّل بأي نجاح، فتمّ ترجيح فرضيتين: الأولى أن تكون الطائرة الصغيرة قد غرقت، أو أن تكون الطائرة قد تحطّمت في جزر غاردنر غير المأهولة بالسكان، زيادة على فرضيات أقل جدية منها إعدام إيرهارت من طرف السلطات اليابانية، أو تغييرها لاسمها وزواجها فيما بعد.