قِرعة، لا قُدره.. بنوك تربح و فائزون لا يعلمون / الدكتور: غالي العبقاري

أحد, 29/06/2025 - 16:57
الدكتور: غالي العبقاري مكلف بمهمة بوزارة التربية

بالأمس، وفي إحدى “القرعات البنكية”، فاز أحد المتسابقين بجائزة مالية معتبرة "منزل بمنطقة الصحراوي" وكان نائما لحظة الاتصال به لإبلاغه بالفوز.
مشهد طريف؟ ربما.
مشهد وطني؟ كما رآه بعض المُـتحمسين الذين أرادوا إسقاطه على دوره في تعزيز “التناغم الاجتماعي” بين مختلف مكونات بلدنا !

لكن الأدهى من كل ذلك أن المشهد يُرسِل، بوعي أو بغير وعي، رسالة خفية إلى آلاف الشباب: سجّل في بنكنا… ثم نَـمْ نوما خفيفا .. فقد يأتيك رزقك دون جهد، دون فكرة، دون مشروع، ودون حتى تقديم طلب تمويل.

فهل هذا هو النموذج الاقتصادي الذي يُريد رجال أعمالنا غرسه؟
هل تحوّل الحظ فينا إلى بديل عن العمل؟ وهل أصبح البنك -بدل أن يكون شريكا في التنمية- مجرّد منصة للفرجة والترويج الدعائي؟

لا أحد يرفض الفرح، ولا نعيب المبادرات التي ترسم الابتسامة لا سيما حين تلامس حياة بعض المتعففين وتمنحهم لحظة كريمة يستحقونها … لكن الرسالة التي ينبغي أن تُوجَّه إلى شباب هذا الوطن، في ظل التحديات الحالية المرتبطة بالتشغيل والإدماج الاقتصادي، ليست: “انشر تعليقا، أو انتظر اتصال الحظ ولا تَنَم.”
بل أيها الشاب: “خطّط، بادر، ابتكر، طوّر فكرتك… وسنكون شريكك في التمويل والمرافقة الفنية.”

فالتنافس الحقيقي بين البنوك أو التطبيقات المالية -كل التطبيقات-، لا يُقاس بعدد القرعات أو نوعية الجوائز، بل بكمّ الفرص التي يخلقها هذا التنافس في سوق العمل، وعدد المشاريع التي ينقلها من الفكرة إلى الإنجاز..

وهذا لن يتحقّق ما لم ننتقل من عقدة البنوك العائلية محدودة الأثر، إلى مؤسسات مالية ذات بعد تنموي واقتصادي حقيقي، وذلك من خلال:
-تسهيل الولوج إلى التمويل المنتج/ le financement productif.
-ابتكار آليات التمويل الميسر لفئات المجتمع/ le crédit adapté.
-مواكبة الشباب والمقاولين الجدد بـ خطط دعم شاملة/ accompagnement financier et technique.
-تقليص الفجوة بين الفكرة والتمويل/ l’inclusion financière réelle.

الدكتور: غالي العبقاري مكلف بمهمة بوزارة التربية