قضية لحراطين ليست فى الهوية بل نضال متجذر من أجل العدالة الإجتماعية / سيدى أحمد سيدى

اثنين, 10/03/2025 - 21:55
الحقوقي : سيدى أحمد سيدى

إن الحديث عن هوية الحراطين ومحاولة تصنيفهم كقومية مستقلة يبدو وكأنه انحراف عن جوهر قضيتهم العادلة و أولوياتها ، بل قد يكون نوعًا من الترف الفكري الذي لا يخدم نضالهم الحقيقي. فقضيتهم لم تكن يومًا من أجل الاعتراف بهم ككيان عرقي أو قومي منفصل، بل هي نضالٌ متجذر في طلب العدالة الاجتماعية ورد الاعتبار لحقوقهم السياسية و الاقتصادية التي ظُلِموا فيها تاريخيًا. 
إنهم يطالبون بمشاركة عادلة في صنع القرار، و بتوزيعٍ منصفٍ للثروة والسلطة، وليس بخلق هوياتٍ جديدة تُعمّق الانقسامات في مجتمعٍ ما زال يعاني غياب رؤية واضحة لهويته الجامعة.

إذا كان هناك من يطرح اليوم فكرة الاعتراف بالحراطين كقومية، فلا بد أن يتم ذلك في إطار حوار وطني شامل يحدد ملامح الهوية المشتركة للبلاد، و يُعرِّف المحددات الثقافية و الاجتماعية التي يمكن على أساسها بناء مفهوم القومية. 
فالقومية ليست مجرد ادعاء أو هوية مفروضة، بل هي نتاج توافق مجتمعي و تاريخي يظهر التعددية و الوحدة في آنٍ واحد.

و لكن الأهم من ذلك كله هو ألا يُفقد النضال الاجتماعي للحراطين جوهره الحقيقي في تحقيق المساواة و الإنصاف، وبناء مجتمعٍ يعترف بالتنوع دون تمييز، و يضمن للجميع حقوقهم الأساسية في العيش الكريم و المشاركة الفاعلة في بناء المستقبل. 
فالقضية ليست في الهوية بقدر ما هي في العدالة، و ليست في الانفصال بقدر ما هي في الاندماج العادل الذي يحفظ للجميع كرامتهم و حقوقهم فدولة القانون و المواطنة و المؤسسات هي التي تحمي الحراطين.

الحقوقى : سيدى أحمد سيدى