ولد عبدي يكتب: لا بد من رسم سياسة ناجعة حول الهجرة

سبت, 21/12/2024 - 16:08

لابدّ من أن يكون للغة الأرقام و المعطيات الاحصائية قيمة في رسم السياسات الداخلية و الخارجية؛ فمثلا، معرفة أعداد جاليتنا بالضبط في كل الدول أمر ضروري في تصور رسم سياسية الهجرة في بلادنا والسؤال الأول الذي بجب طرحه هو معرفة أسباب الهجرة و بالذات ماهو السبب الرئيسي لهذه الهجرة؟ وهنا يتعيّن علينا رسم الخطط المتعلقة بالهجرة عن وعي قبل و بعد توقيع الاتفاقيات البينية و الجهوية و الدولية....
فمثلا، نحن الآن نشكو كثرة المهاجرين وضغطهم على النية التحتية للبلد و منافستهم للمواطتين في ضروريات الحياة الغذاء و  الصحة و التعليم و النقل .. رغم أننا في مرحلة من تاريخنا  وافقنا على حرية تنقل البشر و السلع في غرب افريقيا  و بعد ذلك جاء دور المغرب العربي ثم جامعة الدول العربية ثم الأمم المتحدة مع أنه في الاعراف الدبلوماسية يوجد "مبدأ التعامل بالمثل" وهو قابل للتطبيق إذا ما قررنا مثلا تهجير  منحدرين من دولة ما فسوف نعامل بالمثل، ومن هنا تأتي أهمية الاحصائيات الدقيقة و ما يترتب على استخدامها فنيا
إن فوائد الموقع الجغرافي و الاستراتيجي لبلدنا ليست فقط محصورة على مردود التبادل التجاري و الاقتصادي علينا كبلد بقدر مايتطلع إليه الآخرين في استخدامهم له في تحقيق مصالحهم لجعلنا معبرا لهجرتهم النهائية كما هو الحال عندنا الآن...
إن عدم الاستقرار في البلاد المجاورة يحتّم علينا من باب الإنسانية إيواء المتضررين      .... 
لكن الوضعية برمتها تتطلب دراسة استراتيجية متبصرة  لأن جميع الأنظمة التي حكمت البلد والتي تنوي ان تحكمه واجهت و ستواجه هذه الظاهرة العالمية 
فمسألة الهجرة في عالمنا اليوم تتصدر سياسة كل بلد وفي بعض الأحيان تؤسس لمعتقد يتخذ من  العنصرية و التطرف الديني منهجا كما نشاهد ذلك عبر وسائل الإعلام العالمية و الدولية....
خلاصة القول أننا بحاجة إلى جبهة داخلية و خارجية وطنية قوية تحمي القضايا الوطنية الكبرى بعيدا عن المزايدات و الشعبوبية .....

والله ولي التوفيق 

 

________ 
إدوم عبدي اجيد