
ثمانية محطات حاشدة، عبرت بها ساكنة ولاية الحوض الشرقي الكريمة لمدى الترحيب والإمتنان بصاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني وكذلك التعلق اللاصق ببرنامجه الإنتخابي الطموح .الذي أذكى به جذوة الأمل لساكنة مطبعة مع التهميش وقابعة في الحرمان، واستلاب إرادة التغيير الجاد من لدن نخبة سياسية كريمة . تصحح مواطن الخلل بتنمية قاعدية شاملة ترسي وجود الدولة وتنهض بواقع مواطن أصيل يختزل جهاز الدولة بأكمله في كلمة "بوليسPolice" هامسا له بحفاوة الكرم. وهو تعبير جميل وصادق يتمشى مع منسوب وعيه ومقبول منه. لكنه يخطرنا بمرارة واقع مرير هناك إذ بدت شحابة وتجاعيد وجوه الجماهير الغفيرة المحتفية بمقدم صاحب الفخامة تغطي عدسات الصحافة رغم محاولتهم لتفادي ذلك وكان لكل محطة نكهة وطعم خاص، ففي محطة الحفاوة بمقاطعة انبيكت لحواش جدد الرئيس عمق وعيه بالتحديات المجتمعية التي تعيق عامل التنمية المحلية والبناء الوطني وارشد الجميع بضرورة تغيير سلوكياتهم والتخلص من رواسب الماضي الحالك. خاصة الساسة والنخبة المتحكمة في المشهد المحلي مذكرا إياهم أنهم من صنائع الدولة وأن الدولة وحدها هي التي ترفع من أرادت منهم وهي كذلك التي تضع من تعنت وخالف رؤيتها والشواهد كثيرة...
ويواصل صاحب الفخامة قراءة المشهد بتمعن حاذق ،جاد ومؤسس .ليزيح ستار العتمة الناخرة. التي دجن بها كثير العوام في مناطق كثيرة من وطننا الغالي وأختار لذلك محطته السابعة مكمن الوعي السياسي والحمى المجتمعية التي لا تعرف الخمود. "اتنيبه" بلسان القديم ،مقاطعة تمبدغة ذات الأطوار الجامعة....دخلها صاحب الفخامة مساء محييا بيداه باسم الثغر. فتلقفته جموع الحفاوة بمشهد يستحق إزاحة الستار ورفع اللبس وتوقيف نسيم العتمة الناخرة التي أربكت العقل والمشهد وهو ماكان بمهارة القائد المتبصر.!
هنا في "اتنيبه"،تمبدغة محطة قوة الخطاب وإزالة الريب. كشف صاحب الفخامة الستار عن بعض أحاديث النفس وأحاديث الخاصة للخواص بل مجاليس صالونات الغالبية العظمى ،فألجم الفريق الحكومي وصوب الغاية منه.وزاد شهية المحاور وفتح شهية الممتنع عن المحاورة الوطنية إلى بشرطه .وأصبح الكل رهن فكره وخيط تصويبه الواعي معلنا أحقية مكانة القيادة وراجحة اللب للمسؤول الأول حامي الوطن دون منازع ظاهرا أو مستترا وذاك له هو وحده.
من المحطة السابعة من محطات الزيارة التاريخية لصاحب الفاخمة أنطلق العقد الإجتماعي والاقتصادي والسياسي الجديد الذي يؤسس لمجتمع صلب ونخبة سياسية وفكرية جامعة تضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. من هنا حدد صاحب الفخامة الخطوط العريضة للضرورة المحاورة الوطنية والتحاور السياسي الجامع مشكلا بمراجعة آلية الإشراف على منظومتنا الديمغراطية ومجالس التنمية المحلية منها والجهوية وكذا مؤسساتنا الدستورية. الغرفة البرلمانية الواحدة والمجلسين الإجتماعي والاقتصادي وكذا هيئة الفتوى والمظالم مدخلا الهذه المحاورة والتحاور الوطني الشامل ،هنا فوجأ المريبون في نهج الرجل وقدراته ومدى تمسكه بملفي الأمن والسياسة.
لقد كان لصوت ساكن أدباي بمقاطعة تمبدغة صدى قويا أمام رئيس الجمهورية وصدقا في نقل واقع مرير تعيشه كل ولايات الداخل مع التقصير وسوء الخدمات المقدمة من لدن القائمين عليها للأسف الشديد وكان رد صاحب الفخامة ردا يقظا وفي منتهى الصدق إذ عرج من خلاله على الفساد وتعدد أنماطه منبها أن من تلك الأنماط أختلاس المال العام والاستحواذ دون بينة على الخدمات العامة خاصة خدمتي المياه والكهرباء. ظل ذاك الصوت المبحوح بتعابيره وتلعثمه الصادق شاغلا لتفكير صاحب الفخامة وهو ماكان له الأثر الأكبر في خطابه بمقاطعة جكني ،خاتمة محطات الزيارة هنا في لقاء رئيس الجمهورية مع أطر المقاطعة جل مداخلات المتدخلين أختزلها صاحب اتنيبه بتعبيره الصادق وشكواه لصاحب الفاخمة إن استثنينا النزر القليل من تدخلات تحسب لساكنة مركز اعوينات ازبل الإداري وهم أيضا أضاعوا دقائق ثمينة من لقاء رئيس الجمهورية زيدت على عشر دقائق وهو مايعدل الوقت المخصص لنائبين من نواب حزب الحكومة يعلقان على مسودة البرنامج العام للحكومة أثناء عرضه من لدن الوزير الأول للحكومة والمصادقة . أخيرا غادر الرئيس مثقلا بهموم مواطنيه واعيا لواقعهم الذي قابله بوضوح ووثقته عدسات الصحافة بزوايا عديدة وبقيت جملة وغادر الرئيس تؤنس مجالس ساكن الحوض الشرقي الكريمة.
المدير: محمد فاضل دمب
.gif)
.gif)