
عندما يُذكر الشعر الوطني الهادف، يتربع الشاعر المبدع بدر موسى على عرش الكلمة، ملكاً متوجاً للأناشيد الحماسية التي تنسجُ من خيوط الوحدة الوطنية والانسجام الاجتماعي أروع الألحان
قبل عقدين ونيف، يوم كان صوت الفنانة الراحلة ديمي بنت أبّه يصدح في أرجاء الوطن، ردد الجميع معها تلك الأنشودة الخالدة التي أصبحت نبضاً في قلوب الموريتانيين:
"تسلّحوا بالمعارفِ... وتوحّدوا عودوا لأمّة
نقاومُ الجهلَ الجارفَ... ونواصلُ المقاومة"
كانت تلك الأغنية شعلةً ألهبت حماس الكهول قبل الشباب، ونداءً أيقظ في النفوس أسمى معاني التآزر. لقد كان صوتها الشجي سحابةً ماطرةً ملأت الأفق، فروت أرض القلوب أملاً وعزيمة.
واليوم، وكأن التاريخ يعيد نفسه في حُلةٍ أبهى، يطلّ علينا الفنان القدير العبقري شغالي، حاملاً على أوتار حنجرته نشيد مهرجان لعيون "سياني".
"مان كابل مدة تفرك موريتاني
أبد محال أبد ما نكبلھ ماني"
هذا اللحن الذي لم يكن إلا جوهرةً صاغتها قريحة المبدع بدر موسى، ليؤكد من جديد أن الفن الأصيل هو ذاكرة الأمة التي لا تشيخ، وأن رسالة الوحدة ستبقى خالدةً، تنتقل من جيل إلى جيل عبر أصواتٍ مبدعة وقلوبٍ مخلصة
بتار الملقب يعقوب الشرفه