
ما جرى مساء اليوم، فاتح أغسطس 2025، في ملعب الشيخا بيديه، لم يكن مجرد تظاهرة جماهيرية عابرة، بل مشهدا سياسيا استثنائيا بكل المقاييس. امتلأ الملعب عن آخره، وامتدت الجموع إلى محيطه وشوارعه، في لوحة تعكس عمق الانتماء لفكرة، وصدق الارتباط برؤية قيادة وطنية جامعة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
هذا المشهد لم يكن ليتحقق بهذا القدر من الرمزية دون بصمة قيادة حزب الإنصاف، التي أحسنت إدارة اللحظة بتوازن وتخطيط واحتراف. لقد راهنت هذه القيادة على تعبئة داخلية وطاقات ذاتية، لا على الحشود الموجهة، فتحوّل الحدث إلى رسالة سياسية راقية، تعبّر عن صلة عضوية بين حزب ينبض بالحياة، ومجتمع يرى فيه امتدادًا لهمّه اليومي ومشروعه الوطني.
الحضور اللافت الذي شهده المهرجان، بحرارته وكثافته، لم يكن صدفة. لقد كان انعكاسًا لشعب قرأ في إنجازات فخامة رئيس الجمهورية معاني ملموسة للعدل والإنصاف، انطلاقًا من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، وصولًا إلى الديناميكية اللافتة التي طبعت السنة الأولى من مأموريته الثانية. وفي تلك الحيوية، وجد الشعب ترجمة حقيقية لرؤية رئاسية تمسّ احتياجاته وتخاطب تطلعاته.
حزب الإنصاف، وبلغة سياسية واعية، التقط هذا الزخم الشعبي، واستثمره عبر قنوات تعبئة عصرية تقوم على الثقة والإقناع، لا على التوجيه. مستنهضا مناضليه وفاعليه على كافة المستويات، بروح الفعل لا ردّ الفعل.
وفي لحظة شديدة الدلالة، اختار رئيس الحزب، الدكتور سيدي أحمد ولد محمد، أن يقطع الملعب سيرًا على الأقدام لتحية الجماهير قبل أن يعتلي المنصة، في مشهد لم يكن مجرد لفتة بل تعبيرا حيا عن علاقة متينة بين القيادة وقواعدها. لقد احتفل معهم، لا من خلف المنصة، بل من قلب الملعب، في ذكرى تنصيب رئيسٍ جمع الحزب بجماهيره حول مشروع وطني جامع.
ذلك المشهد، بما فيه من رمزية وتواضع سياسي، جسّد مكانة الإنصاف كحامل صادق وأمين لمشروع فخامة رئيس الجمهورية، وحارس أمين لمضامينه في وجدان المجتمع.
كما كان هذا المهرجان، في جوهره أيضًا، أول اختبار سياسي فعلي للقيادة الجديدة للحزب، والتي خاضته بثقة كاملة في قدراتها الذاتية، فأثبتت أنها ليست فقط قادرة على الحشد، بل على تحويل الحشد إلى معنى، والتنظيم إلى مشهد ناطق بثقة سياسية متنامية.
__________
سيدي ولد إبراهيم ولد ابراهيم
مستشار رئيس حزب الإنصاف