
كانت قمة “إفريقيا” والرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصةً لإبراز “معاني ومباني” موريتانيا “القوة الهادئة”؛ وأوضحت كلمة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نموذج موريتانيا الاستثناء في زعماء العالم، صدقاً في الأقوال، وحكمةً وشجاعة في المواقف!
موريتانيا اليوم شوكة الميزان فى الإنصاف لكل المظلومين، والنصح لكل الأطراف والمتنازعين؛
كان ولا يزال الرئيس غزواني ـ إقليميا ودوليا وفي موريتانيا ومع الأنداد والأقران ـ القائدَ العصيَّ، الذي يحاول الجميع “فكَّ لغزه”، وحلَّ بعض أوجه مواقفه.
و لئن كنتُ من خُـلَّصِ داعميه ومحبيه، فأنا واحد من هؤلاء، وقارئ كف مثلكم في ذاكرة جمعه وضمه لخصمه وصحبه.
الرجل يسع الجميع بأخلاقه، ويُغضي حياءً عن الجميع بسعة حلمه؛ لكنني أدرك سرا لعله من “أسرار اللطف الخفي”، الذي جرت به مقادير الخير عن الغفلة، أنصح به من عصي عليه فهمُ هذا “المتغافل الفطن”، لمن عاصره أو سافر معه فلم يفهمه، ولمن جادله أوحاربه بمكر فلم يقرأه، ولمن لا يزال يبحث عن لفت نظره إليه، كي يرضيه فيأخذ منه شنشنة أو رهبنة،
أو يغضبه فيلقى منه ترضية أو ترقية!
أنصحهم جميعا (توصية مني أو تسلية): هذا الفطن المتغافل، وابن الكريم المتجافي عن الحروب، نوعٌ نادر في هذا ( العصر الموار) من قيادات رص الصفوف وجمع الأضداد.
يكره الغزواني بطبعه دقَّ طبول الحروبِ، وماهرٌ بأنَفَتِهِ في جلب السلم والعافية لشعوبٍ آمنت بحرية أوطانها، وحقها في تنمية بلدانها، و يتوكأ على عصا “التغابي مع كل الأغبياء”، ويرى ـ وهو محق ـ أن الفطن المتغافل في الأغلب لا يَـغْـدِرُ ولا يُغْدَر به.
وهذا السر الخفي من أعظم الأسرار التي أهديها لكم؛ علم ذلك من علمه، وجهله من جهله.
سئل أعرابي: “من العاقل؟” فقال: “الفطن المتغافل”؛ وقيل في مثله: ليسَ الغبيُّ بسيدٍ في قومه، ولكن سيّد قومِه المُتَغَابي.
يقول النبي ﷺ: ” الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ، خَيْرٌ مِنَ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ”، و أضف على ذلك قول الشافعي رحمه الله : ( الكيّس العاقل هو الفطن المتغافل).
حفظ الله موريتانيا وإفريقيا وأهل الإسلام الأوفياء لأوطانهم من الأرض السابعة إلى مناط الثريا.
الأربعاء، 09 يوليو 2025
الأستاذ/ محمد الشيخ سيد محمد
مدير قناة موريتانيا المستقلة