
مع إعلان الفرقة المختصة بمكافحة الجرائم الإلكترونية تقريرها الشهري، تتكشف صورة مقلقة تستدعي تحركًا عاجلًا. ففي شهر واحد فقط من الفصل الثاني لعام 2025، استقبلت الجهات الأمنية 262 شكوى جديدة تتعلق بالجرائم الإلكترونية، ليرتفع بذلك إجمالي البلاغات منذ بداية العام إلى 1538 حالة.
هذه الأرقام الصادمة ليست مجرد إحصائيات، بل تعكس تنامي التهديدات الرقمية التي تستهدف أفراد المجتمع، مهددةً أمنهم الشخصي والمالي. فمع التطور المستمر للتكنولوجيا، أصبح العالم الرقمي مليئًا بالمخاطر التي تتطلب وعيًا متزايدًا وإجراءات احترازية لحماية أنفسنا من الوقوع ضحية لهذه الجرائم.
وفقًا للتقرير الصادر عن الفرقة المختصة، تتصدر جرائم الاحتيال الإلكتروني القائمة بـ 82 حالة، يليها اعتراض البيانات بـ 34 حالة، والمساس بالخصوصية الرقمية بـ 36 حالة. كما سجلت الإحصائيات انتهاكات أخرى، مثل:
انتهاك العروض الرقمية: 29 حالة.
سرقة الهوية الرقمية: 14 حالة.
تحويل الأموال عن طريق الخطأ: 46 حالة.
خسائر مالية ضخمة: تجاوزت 15 مليون أوقية جديدة، مما يؤكد حجم الضرر الذي تتسبب فيه هذه الجرائم.
وللحد من خطر الوقوع ضحية للجرائم الإلكترونية، يجب اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية التي تعزز الأمان الرقمي. التي يمكن اتباعها وذلك من خلال الأمور التالية:
تعزيز أمان الحسابات الشخصية
استخدم كلمات مرور قوية ومختلفة لكل حساب.
فعل خاصية المصادقة الثنائية (2FA) لحساباتك الهامة، مما يضيف طبقة أمان إضافية.
تجنب استخدام المعلومات الشخصية مثل تاريخ ميلادك أو رقم هاتفك ككلمة مرور.
الحذر من عمليات الاحتيال الإلكتروني
لا تشارك معلوماتك المالية أو الشخصية إلا عبر مواقع رسمية وموثوقة.
لا تفتح روابط مجهولة أو رسائل إلكترونية مشبوهة؛ تحقق دائمًا من مصدرها.
احذر من العروض المغرية التي تبدو غير واقعية، فقد تكون عمليات احتيال تستهدفك.
حماية الأجهزة والبيانات الشخصية
قم بتحديث نظام التشغيل وبرامج الأمان بشكل دوري لسد أي ثغرات أمنية.
استخدم برامج مكافحة الفيروسات والجدران النارية للحماية من الاختراقات.
لا تقم بتنزيل تطبيقات أو ملفات من مصادر غير موثوقة.
تجنب الاحتيال في المنصات الاجتماعية
تأكد من إعدادات الخصوصية في حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي.
لا تشارك بياناتك الحساسة أو صورًا قد تُستغل في عمليات الابتزاز.
احذر من طلبات الصداقة والرسائل غير المعتادة من أشخاص مجهولين.
التوعية والتدريب المستمر
تابع أخبار الأمن السيبراني وتعرف على أحدث أساليب الاحتيال.
شارك هذه المعلومات مع أفراد عائلتك وأصدقائك، فالتوعية هي خط الدفاع الأول.
دور المجتمع في مكافحة الجرائم الإلكترونية
وهنا ينغي أن يعلم الجميع أن مسؤولية الحماية لا تقع على الأفراد وحدهم، بل يجب أن تكون هناك جهود مجتمعية وحكومية لتعزيز الوعي الرقمي. فمن الضروري تكثيف حملات التوعية حول الأمن السيبراني في المدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة.
كما يجب التعاون بين الجهات الأمنية والمواطنين للإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة، ما يسهم في التصدي لهذه الجرائم والحد من انتشارها.
الحذر واليقظة هما الحل في عالم أصبح فيه الاحتيال الرقمي أكثر تعقيدًا وانتشارًا، لا بد أن نتعامل مع الفضاء الإلكتروني بحذر ويقظة. فاتباع التدابير الوقائية والتوعية المستمرة هما السبيل لحماية أنفسنا ومجتمعنا من التأثيرات السلبية لهذه الجرائم.