
تسلمت السفارة الأمريكية فى نواكشوط اليوم رسالة احتجاج موقعة من طرف 37 نائبا موريتاتيا ،تنديدا بالعدواني الصهيونى على غزة.
نص الرسالة :
رسالة من بعض نواب الجمعية الوطنية إلى السفير الأمريكي بانواكشوط
قد يكون من المناسب أن تبدأ رسالة مكتوبة من قبل مشرعين موريتانيين إلى سفير "أكبر" دولة في العالم بالتحايا وعبارات التفخيم والتعظيم والمجاملات التي تليق بمقام الدبلوماسيين "الكبار"، لكن أشلاء أطفال ونساء غزة المتناثرة في الهزيع الأخير من الليل من اعظم شهر عند المسلمين شهر رمضان وعلى الهواء مباشرة، هذه المشاهد المروعة والتي لا تصفها الكلمات جعلت كل قواميس الدبلوماسية تتمزق أمام اللحظة الإنسانية المضمخة بالقهر والظلم والاستكبار والاستعلاء والاستهتار بكل القوانين والاعراف الدولية.
سعادة السفير
هل تدرك معنى أن تنطلق 100 طائرة حربية محملة بأطنان المتفجرات المقدمة "هدية" من نظامكم لأكثر الجيوش في العالم دموية وإجراما لتقصف مئات آلاف الأبرياء النائمين في خيم يحاصرها الجوع والبرد والمرض؟!
في نفس اللحظة التي كانت تلك الطائرات تدك خيام اللاجئين بقنابلها كانت متحدثة بيتكم "الأبيض" الملطخ بدماء الأبرياء تتحدث عن دعم رئيسكم ترامب لخرق اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق يد مجرم الحرب نتياهو لاستئناف حرب الإبادة ضد الغزيين الخارجين توا من حرب إبادة استمرت خمسة عشر شهرا وكنتم أكبر الداعمين فيها بسلاحكم ومالكم ومعلوماتكم ودبلوماسيتكم بل وجنودكم!
سعادة السفير
كيف سمح لكم ضميركم بالنوم في ليلة تناثرت فيها دماء الأطفال والنساء والشيوخ بفعل دعم دولة أنتم تمثلونها؟!
سعادة السفير
إننا نحمل بلادكم وخاصة حكومة ترامب كامل المسؤولية عن هذه الحرب الهمجية التي يشنها الجيش النازي ضد الأبرياء في فلسطين وخاصة غزة، وتتحملون كذلك كامل المسؤولية عن ردات فعل ملياري مسلم لم تحترموا مشاعرهم في أعظم شهر لديهم وفي أعظم لحظة وقت السحور.
إنكم بمشاركتكم الفجة ودعمكم اللامحدود لحرب الإبادة تعرضون أمن وسلم العالم للخطر وترسلون رسائل بالغة السلبية للجميع أننا فعلا نعيش في عالم الغاب وأن منطق القوة هو المنطق السائد وأن الضعيف لا مكان له في عالمكم.
تحاصرون مليوني إنسان وتباركون كل خطوة يقوم بها مجرمو الحرب في اسرائيل ثم تحلمون بعلاقات سوية مع العالم الإسلامي، كيف يكون ذلك؟!
هل بلغ بكم استغباء المسلمين والعرب هذه الدرجة؟ أم أنه منطق الاستكبار والظلم؟!
دروس التاريخ تعلمنا جميعا أن المحتل إلى زوال مهما استعلى وتجبر وأن المدافع المقاوم على أرضه منصور في نهاية المعركة، وفلسطين ستتحرر يوما بنضال أهلها ووقوف العرب والمسلمين وأحرار العالم معهم والكيان الصهيوني وداعميه لن ترضى بهم مزبلة التاريخ.
سعادة السفير
لا يزال في الوقت متسع لمراجعة موقفكم من حرب الإبادة والمجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، يمكنكم العودة ك "وسطاء" إن أردتم انتشال صورتكم أمام العالم العربي والإسلامي والتي تتردى في الحضيض ويمكنكم الاستمرار في دعم عتاة المجرمين وساعتها تحملوا عواقب ذلك وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون!
انواكشوط بتاريخ 19 مارس 2025