شهدت الساحة السياسية ضجة كبيرة بعد انشقاق الحارس الشخصي للرئيس بيرام الداه عبيد، حيث احتفل البعض بهذا الانشقاق كدليل على تدمير الرئيس بيرام وسحب مناضله وإضعافه، من قبل النظام ومنافقيه الذين ينكرون حقوق الناس ويعجزون عن رؤية واقع غياب العدالة الاجتماعية في البلاد. وفي خضم هذه الأحداث، جاء الدكتور بتار، الذي عبر عن استيائه من التهميش والغبن الذي تعرض له، ليعلن انضمامه لمشروع الرئيس بيرام.
هل يمكن أن يساهم انضمام الدكتور في إعادة طرح القضايا الاجتماعية بقوة و شجاعة، و تمسك بالمبادئ و ثَبات، في وجه الإغراءات السياسية أم أن لديه مفاجآت ذات أهداف أخرى قد تثير جدلاً أكبر ؟
كل مشروع يرفع شعارات العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان غالبًا ما يواجه حملة شيطنة واتهامات من بعض الأوساط التي ترفض الاعتراف بتلك الحقوق. إن الوعي العلمي يجب أن يساهم في بناء مناعة من هذه القيم المرفوضة، مما يمكّن الأفراد من التمييز بين العدالة والظلم، وبين النفاق السياسي والاجتماعي.
نأمل أن تكون خيارات الدكتور مبنية على أساس من المبادئ والأخلاقيات و القيم الراسخة، بعيدًا عن الأنانية و ثقافة البورصة السياسية و حركية الأسهم .
إن انضمامه لمشروع بيرام الداه عبيد قد يعزز من قيمته السياسية، داخل البورصة السياسية لكنه قد يجعله أيضًا هدفًا لمحاولات النظام لاستمالته واستخدامه كأداة ضد المشروع الذي يمثل.
من الضروري أن يكون قد بُني قرار الدكتور على دراسة عقلانية ومراجعة شاملة، وأن يتجاوز تأثيرات الحارس وفكره المحدود. قد لا يلبي مشروع بيرام جميع طموحات الدكتور، ولكنه يمثل الخيار الواقعي الوحيد في الوقت الراهن، حيث يمتلك عناصر النجاح اللازمة لتحقيق تغيير شامل يعزز المشاركة السياسية والعدالة الاجتماعية.
فالنهاية هذه مجرد ملاحظات و مصارحة من شخص حر يحترم الكل و لا يتهم أحد و يعتقد بأن الدكتور بتار سيكون اضافة نوعية و يجب أن يحصل على مكانته التي تتناسب مع موقعه المعرفي و الزمن كفيل بالإجابة على تلك الأسئلة التي طرحت !!
سيد أحمد سيدى حقوقى و ناشط سياسى