لا يذكر التاريخ أبدا شعبا نال حريته عن طريق المفاوضات مع محتل ليس به ضعف ولا يشعر بخوف ولم يترك العالم المسيطر على المنظمة الدولية فرصة لتجعل الكيان الغاصب لفلسطين يخاف حاضرا ولا مستقبلا بل كانت كل القرارات الأممية في ما سموه مسلسل السلام وبناء الدولتين تراكم الواحد تلو الآخر مزيدا من الأمن والأمان للصهائنة.
لا أحد ينشد الحرب ولا أحد يسعى للموت والله خلق الإنسان لبناء الحياة على الأرض وعمارتها ولكنه أوجب عليه في نفس الوقت الدفاع عن النفس والعرض والوطن والحرية هدف لا يقاس الجهد في سبيله ولا التضحية من أجله بمقاييس الربح والخسارة فليس الأمر تجارة بل شيء آخر أعظم وأجل......دفعت الثورة الجزائرية بمليون ونصف المليون شهيد لتنال الجزائر الحرية ولو لم تدفع بهذه الأرواح الزكية لكانت الجزائر اليوم محتلة........فأيهما الأولى حياة المليون ونصف تحت الاحتلال أم حياة الجزائر كاملة وأبدا تحت شمس الحرية....
الدول الغربية لأنها لا تقع تحت احتلال واكتملت بنيتها القومية والسياسية تحاول أن تجعل من كل شيء تجارة فيكون الإنسان مطالب بحساب ربحه وخسارته من أي فعل يقوم به ضد محتل تحت مصطلع الواقعية ومراعاة موازين القوى ومتى كانت موازين القوى غير مختلة بين محتل وشعب تحت الاحتلال !!!!
75 عاما من قرارات الأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية والاتفاقيات والمعاهدات كانت نتائجها أن طبعت دول عربية كبيرة بحجة السلام وأقامت اتفاقيات أمنية مع العدو بحجة السلام وأمنت حدوده معها بحجة أن عصر الحروب قد ولى وجاء عصر السلام وجاءت بالقواعد العسكرية الأمريكية بحجة أن أمريكا راعية للسلام وهي أم السلام وأبوه وكان من نتائج قرارات السلم والأمن أن جاءت بدين ابراهيم فلم يعد من مبرر للتجافي بين الأديان.......فأمنت إسرائيل حدودها مع مصر ومع الأردن ومع الضفة الغربية وفي المقابل ما الذي حصل عليه الطرف الآخر !!!!! تدمير العراق حامي الأمة ودرعها القوي وتدمير ليبيا وإفشال الدولة السورية واختزال قضية فلسطين في بلدية برام الله وسجن كبير في غزة لا مطار ولا ميناء ومعابره الحدودية على قلتها تحت الرقابة الدقيقة من جيش الاحتلال.......
ألم يحن الوقت لجرد الحساب ؟ أم علينا أن نبقي ننتظر والعدو يقطع أوصالنا إربا إربا حتى يحيق بنا ما حل بهنود أمريكا و سكان أستراليا الأصليين ؟
هذا ما أوصلتنا إليه خدعة الأمم المتحدة فشكرا لحماس وشكرا لفصائل المقاومة وشكرا وطوبي لأهل غزة جميعا.......إنهم يغسلون العار في صولاتهم الجهادية ويبدأون معركة التحرير من داخل الأرض المحتلة قذيفة بقذيفة وطلقة بطلقة فهذه أول مرة تكون الحرب فيها داخل الأراضي المحتلة ويبدأ المستوطنون يخلون المستوطنات....