غداة يوم ساخن شهد إطلاق نار وتمردا في عدة ثكنات وقواعد للجيش، أعلن عسكريون في بوركينا فاسو عبر التلفزيون الرسمي الاثنين استيلاءهم على السلطة في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، مشيرين إلى أنهم حلوا الحكومة والبرلمان وأغلقوا حدود البلاد.
وقال العسكريون الانقلابيون في بيان تلاه أحدهم إن البلاد "ستعود إلى النظام الدستوري" في غضون "فترة زمنية معقولة".
وكانت مصادر أمنية قالت في وقت سابق الاثنين إن جنودا احتجزوا الرئيس روك كابوري في معسكر للجيش بعد إطلاق نار كثيف على منزله مساء الأحد في العاصمة واغادوغو.
وظهرت على شاشة التلفزيون الرسمي مجموعة من العسكريين بالبزة المرقطة يتوسطهم ضابط برتبة كابتن تلا بيانا موقعا باسم الليفتنانت-كولونيل بول-هنري سانداوغو داميبا، رئيس "الحركة الوطنية للحماية والاستعادة" التي نفذت الانقلاب واستولت على السلطة.
وقال البيان إن الجيش أطاح بالرئيس روك مارك كابوري وحل الحكومة والبرلمان وعلق العمل بالدستور.
وأضاف أن المجلس العسكري الحاكم قرر كذلك إغلاق حدود البلاد اعتبارا من الساعة صفر (بالتوقيتين المحلي والعالمي) من فجر الثلاثاء.
ووعد البيان بأن "تعود البلاد إلى النظام الدستوري" في غضون "فترة زمنية معقولة" لم يحدد مدتها.
وأتى هذا الإعلان بعيد إعلان مصادر أمنية أن الرئيس كابوري محتجز منذ الأحد في ثكنة للجيش بعدما تمردت على سلطته وحدات عسكرية.
والرئيس كابوري الذي تولى السلطة منذ 2015 وأعيد انتخابه في 2020 على أساس وعوده بأن يعطي الأولوية لمكافحة الجهاديين، بات موضع احتجاج متزايد من السكان بسبب أعمال العنف الجهادية وعجزه عن مواجهتها.
إطلاق نار وتمرد
والأحد تمرد جنود في عدد من الثكنات العسكرية في أنحاء البلاد، مطالبين بإقالة كبار مسؤولي الجيش وتخصيص موارد إضافية لمواجهة المجموعات الجهادية، فيما سُمع إطلاق نار في وقت متأخر الأحد قرب منزل الرئيس روش مارك كابوري في العاصمة فيما أفاد شهود عيان بأنهم رأوا مروحية تحلق فوق المكان.
وساد التوتر والإرباك في العاصمة الاثنين، إذ قطعت خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة منذ الأحد، ما زاد من صعوبة التحقق من صحة الشائعات التي تتحدث عن أن البلد يشهد انقلابا جديدا.
وانتشر حوالي عشرة جنود ملثمين في واغادوغو الاثنين أمام مقر تلفزيون بوركينا فاسو الرسمي. ولم يتضح بعد إن كان هؤلاء الجنود من المتمردين وقدموا للسيطرة على مقر إذاعة وتلفزيون بوركينا فاسو، أم أنهم جنود موالون للحكومة انتشروا لحراسته.
فرانس24/ أ ف ب