انواكشوط:بيت الشعر يحتفي بيوم اللغة العربية

خميس, 30/12/2021 - 23:53

 

نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 30 ديسمبر 2021 أمسية شعرية في إطار برنامجه الدوري "تراتيل الأصيل"، استضافت الشاعرين أحمد فاضل أبا و بشار محمد كباد؛ وخصصت الأمسية للاحتفال باللغة العربية بمناسبة يومها العالمي.
في البداية تحدث المنسق الثقافي لبيت الشعر محمد إدوم الذي قال إن بيت الشعر دأب منذ تأسيسه على إحياء عيد اللغة العربية، وإن جهوده ونشاطاته كلها تدخل في إطار التمكين لها والإعلاء من شأنها؛ لأن مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة القاضية بإنشاء بيوت للشعر العربي وضعت من بين أهدافها خدمة اللغة العربية؛ بل إن صاحب السمو نفسه قد مكن لها باتخاذها لغة تعبير وإدارة، كما كتب بها إبداعاته المسرحية والشعرية، وبحوثه القيمة في مجال الثقافة والتاريخ، وأطلق عديد المبادرات للرفع من شأنها، وما مبادرات المعجم التاريخي وبيوت الشعر إلا نموذجا لذلك.
وأشاد ولد إدوم بتنسيق  المبادرات الوطنية التي أحيت أسبوع اللغة العربية هذه السنة برئاسة مجلس اللسان العربي؛  وأشار إلى الجهود التي يقوم بها بيت الشعر ـ نواكشوط  الرامية إلى خلق فضاء يلتقي فيه الشعراء والكتاب والمبدعون، و دعمهم ماديا ومعنويا، و توثيق الإنتاج بهذه اللغة عن طريق المساهمة في نشر الدواوين الشعرية.
ثم افتتحت بعد ذلك المداخلات الشعرية بداية مع الشاعر أحمد فاضل أبا الذي أنشد ثلاث نصوص هي "وهق مستبد"، "ظلال سكرى" و "صدى قدسي" التي يقول فيها:

إِلَى مُنْتَهَى الْمَعْنَى تَتُوقُ ظِلَالُهُ   وَ فِي غَسَقٍ لِلْحَرْفِ هَلَّ هِلَالُهُ
يَمُدُّ إِلَى حُجْبِ الْمَجَازِ خَيَالَهُ   فَيَسْرَحُ فِي مُرْجِ الْمَجَازِ خَيَالُهُ
يُطِيلُ إِلَى صَمْتِ الْهُدُوءِ اسْتِمَاعَهُ   وَ يَا لَكَ مِنْ صَمْتٍ رَهِيبٍ يَطَالُهُ
فَيَمِّمَ شَطرَ المَدْحِ بُرْدَةَ شِعْرِهِ   لِيَشْرُفَ مِنْ  ذَاكَ الْجَنَابِ ابْتِهَالُهُ
هُنَالِكَ هَامَ الْحُبُّ فِي وَادِ نَايِهِ   وَ أصْخَبَ حَدَّ الوَجْدِ فِيهِ ارْتِجَالُهُ
فَثَمَّتَ كَعْبٌ يَومَ "بَانَتْ سُعَادُهُ"   و ثَمَّتَ حَسَّانٌ قَوَافٍ نِبَالُهُ
وَ ثَمَّ غَرَامٌ لِلْبُصَيْرِيِّ طَافِحً   وَ ثَمَّ اشْتِيَاقٌ مُسْتَمِيتٌ سِجَالُهُ

تلاه الشاعر بشار محمد كباد الذي ألقى ثلاثة نصوص من ديوانه، بدأها بقصيدة "أثر الليل في جسد"، و ثنى بـ"نفثات" وأنهي إلقاءاته بقصيدة "القلب المنيب"، ومنها:

قريبٌ هوَ الدمعُ
عادتُه أنْ يسيلَ
نُحمِّله ما استطاعهْ
 
وقد ترك الأنبياءُ القدامى
لأحفادهم حقَّهم في الضراعهْ
 
وللذنب آثارُه.. فانتزعْها
وفي الكفر ما لن تطيقَ انتزاعهْ
 
ولِلقلبِ أشياؤه..
إنَّ قلباً منيباً  
يُساوي اكتمالَ الشفاعهْ!
 
وللرُّوح أسوارُها..
كلُّ روحٍ سماويةٍ
في يديْها التماعهْ
 
وللْعالمين إلهٌ قريبٌ
يفاجئُهم عفوُه كلَّ ساعهْ
 
فيا مُمسكَ الأبديَّة
هبْني انتهاءً إليك
أحسُّ انتجاعهْ
 
فإنِّي -على فزعي وانحيازي-
أواعدُ ذنباً.. وأهجرُ طاعهْ
 
ولكنَّها أغنياتُ المنافي
تصرُّ على الفجر؛ أنَّ شعاعهْ: ...

وقد فتح المجال بعد الشاعرين أمام الجمهور، فألقى بعض الشعراء نصوصا شعرية في مختلف الأغراض خدمة للغة العربية، من بينهم محمد الأمين المصطفى، محمد كباد، يوسف الغزالي، محمد المامون محمد، و محمد محمود ابده.

يذكر أن هذه الأمسية هي آخر نشاطات بيت الشعر ـ نواكشوط لسنة 2021، على أن يستأنف نشاطاته ابتداء من يوم الخميس 13 يناير 2022.