ينبئنا تاريخ الشعوب والأمم ذات المكونات المتنوعة أنه إذا لم نحتكم لنداء السلم الأهلي وننحاز لمبادئ الكرامة الإنسانية فإننا مهددين بالسقوط في الحرب الأهلية التي اكتوت شعوب قبلنا بنيرانها وتأكد لها أن التنازع والشقاق خيار خاطئ ، وعلى ما يبدوا لا نريد أن نتعلم ــ من أخطاء الآخرين وندفع باتجاه نتاج ذات الحماقات التي وقعت في فخها شعوب أخرى ـــ أن الحرب الأهلية حرب بلا معنى واحتكام لمنطق الغباء ولفلسفة المعارك الصفرية ولاستخدام العنف ونتائجها كارثية ووخيمة على البلد ولن تؤدي إلا خسارة الجميع و بحر من الدماء والأشلاء والدموع ،مما يتطلب منا العمل على تكريس سلم واستقرار المجتمع الموريتاني المتنوع عرقيا وإبعاده عن خطر الانقسام والتصادم والتناحر ، وانطلاقا من يقيننا الكبير أن حل مشكل موريتانيا الاجتماعي ينطلق منا جميعا يدا واحدة وفريقا واحدا دون إقصاء أو تمييز ، تأتي هذه المساهمة كصيحة تحذيرية لنوقف هروب المجتمع إلى مستنقع الصدام الاجتماعي البغيض ، بمحاصرة قنوات الفيروسات المهددة لوئامنا الإجتماعي ، وذلك من خلال :
1ــ تشكيل فرقة إطفاء تتكون من العقلاء ووجهاء المجتمع وكل الفاعلين في شتى الميادين ومن له تأثير على العقل المجتمعي العام تحاصر هروبنا نحو الخيار الخاطئ ، فلا مناص لنا من العيش معا والنهوض بالوطن جميعا يدا واحدة وفريقا واحدا ،
2ــ دعوة الجميع وفي المقدمة القوى الفاعلة في المجتمع بغض عن تموقعها العمل لترسيخ قيم السلم وتجاوز الخطابات المهددة لبناء مجتمع متماسك قادر على التغلب على انقسامات ماضينا وإجحافاته .
3ــ العمل على التوافق على معالجة التوترات المجتمعية بشكل مشترك وفق قيم المساواة والإنصاف والكرامة بعيدا عن خيار القهر
4ــ الدخول في حوار اجتماعي مفتوح دون الاستثناء لأحد لضمان توطين السلم والاستقرار الأهلي وتوافق مجتمعي يحفظ مصالح الجميع بدون استثناء .
5ــ ضرورة تطبيق مشاريع تنموية تدعم المواطنة والتعايش وسبل تنميتهما.
6ــ رفض أي لغة أو خطاب يسعى لنشر التحريض والكراهية في مفاصل المجتمع وعقله فعندما ينجح التحريض يتهدد السلم الأهلي فتتصاعد نيران الحرب الأهلية
7ــ ضرورة وجود برنامج عملي قادر على مواجهة أزمات إعاقة قيام الدولة والمحافظة على النسيج الاجتماعي .
8ــ ضرورة مساعدة أنفسنا وتجاوز آلام الماضي والانحياز للمستقبل بمشاركة كل المكونات دون الالتفاف لعذابات ومعارك الماضي فأجيال الغد من حقها العيش في سقف يتمتع الكل في كنفه بالمساواة وينعم فيه بالسلم الأهلي
9ــ محاربة منابع الأفكار الانقسامية في شتى مناحي الحياة ، فالمجال الذي تعمل فيه قوى الكراهية والغضب والعنف دون رقيب أو حسيب أو رادع مهدد للسلم الأهلي .
10ــ تحرير المجتمع من قبضة المتعصبين والمهيمنين الراغبين في الاستحواذ على خيراته وطاقته.
11ــ مقاومة التحريض والشحن السياسي بين مختلف مكوناتنا ، لإيقاف النزيف المتصاعد في الشعب والذي يهدد تأمين حلم الأجيال خاصة في ظل وضع غير متكافئ بين مكوناتنا.
12ــ الدفع نحو إقامة نظام قائم على التسامح ويجسد العيش المشترك ، حتى نبعد البلد عن أتون عنف مجتمعي أهلي حاد.
13ــ التفكير في الدفع نحو التعقل والاستماع لصوت الحكمة وتقديم مصلحة موريتانيا فوق كل الاعتبارات والأهداف الحزبية والمكاسب السياسية العاجلة والضيقة .
ختاما نؤكد أن فلسفة السلم الأهلي هي رؤية قائمة على بناء جسور بين كل مكوناتنا الوطنية بالنضال المشترك حتى نقلع نحو فضاء المساواة والحرية والعدالة ونتجاوز عواصف التحديات التي لا تريد لحلم بناء المجتمع الموريتاني المتحد أن يكون ، فلنتشارك معا في السلم الأهلي لضمان الحفاظ على تماسك مجتمعنا وللتصدي معا لخطاب الكراهية الذي تسعى جهات بثه في صفوف مجتمعنا المتداخل اجتماعيا.