لحراطين.. الأبعاد و المصالح /محمد آبه الشيخ سيد الأمين

أحد, 20/04/2025 - 19:15

إن ما شَهدته المجتمعات البشرية عموما عبر تاريخها الطويل من تشكيلات و تصنيفات. بنيت كلها على أبعاد ثقافية بحتة 
ولذلك لم تهتم الدراسات الاجتماعية والإنثربولوجية ببحث مسألة الجذور والإنتماءات الطينية،
وإنما ركزت أساسا على الأبعاد الثقافية ودور التربية ومحوريتها في بناء وتكوين الفرد والمجتمع
بدءا بتحديد الهوية مرورا بالخصوصية والإحاءات المصاحبة لها وانتهاء بالمسلمات والثوابت والتي تكون في الغالب لها صلة بالمعتقد ،وقد كان واقع المجتمعات البشرية في زماننا برهانا ناصعا على ذلك. 
ولعل مجتمع البظان في تركيبته الفريدة كان نموذجا باهرا استطاع رغم شمولية الفضاء خصخصة بعض الفنون وربطها بفيآت معينة (لمعمين- إيگاون...... إلخ)  مآ أدى به إلى المثالية في الغنى والتكامل الثقافي ،
لكن كيف كان ذلك ؟ وما وهو الدور الذي لعبته مجموعة لحراطين  ؟ وما هي استفادتها  من قوة انسجام المجتمع ؟
لقد عانى لحراطين كثيرا في الماضي من قساوة دورهم في إدارة الحياة وربما من سياسات الإرشاد الإجتماعي التي كانت في بعض الأحيان تلبس ثوب الدين،
لكن كل ذلك لم يؤثر على مكانتهم كركيزة أساسية كان المجتمع بشكل عام يعتمد عليها للاحتماء من الجوع والعطش حتى تأسست الدولة وبدأت مفاهيم التعايش تأخذ مسارات جديدة مفادها الإستسلام لواقع مغاير لماضيهم المر
وكان ذلك بالنسبة لهم بمثابة الخلاص من القيود ،والبداية الفعلية لبناء ذواتهم،
وكانوا أمام مجموعة من الخيارات أهمها الولوج إلى التعليم بوصفه المنقذ والضامن الوحيد للشراكة والحضور الفعال ،ضمن مجتمع بدوي لا سبيل له حينها إلى البيرقراطية والتحضر. 
إلا أنهم للأسف لم يغتنموا الفرصة وتمسكوا بدورهم الطوعي وظلوا في دوائر النسيان محرومين حتى ارتأى العسكريون إدارة البلد بأساليب لا تضمن لمن ليس في فلكهم سوى الترنح وانتظار الفرج
ما أدى إلى انتداب بعض الأفراد منهم كملاك افتراضيون لأمورهم، وكان ذلك مريبا
إذ لم يعد لحقهم ولا لدورهم المفترض من شيئ إلا وهناك من يدعي ملكيته.