
السيدة سيريباسي، مديرة شركة NIOFAR، قراركم بمغادرة موريتانيا يخصكم، لكن تعميمكم بشأن مناخ الأعمال في البلاد يستحق التوقف والمراجعة.
نعم، ممارسة الأعمال في إفريقيا – كما في أي مكان آخر – ليست خالية من التحديات. نعم، هناك حاجة لتحسينات. ولكن لا، موريتانيا ليست صحراء من الفرص، ولا أرضًا مفخخة بالغياب، أو غياب المسؤولية، أو الفساد الممنهج.
مناخ الأعمال في موريتانيا قابل للتحسين، صحيح، لكنه بعيد كل البعد عن أن يكون طاردًا. فهو يقوم على مؤسسات مثل وزارة الاقتصاد ووكالة ترقية الاستثمارات (APIM)، التي تفتح أبوابها على مصراعيها أمام المستثمرين، لمن يعرف كيف يطرقها. وإذا كنتم ضحية لمحاولة رشوة، فكان من واجبكم – أخلاقيًا وقانونيًا – الإبلاغ عن الموظف المعني. أما نشر ذلك على لينكدإن دون بلاغ رسمي، فهو لا يخدم سوى الصور النمطية، دون أن يساهم في أي حل.
ومن جهة أخرى، من الإنصاف الاعتراف أن فشل نيوفار قد يكون سببه أمور أخرى:
نموذج أعمال غير مناسب للسوق المحلي.
قلة الفرص في القطاع المستهدف.
اختيار سيئ للفريق المحلي، غير مؤطر أو يتقاضى أجورًا زهيدة.
نقص واضح في التمويل مقارنة بالطموحات المعلنة.
وربما أيضًا تسرّع الإدارة في البحث عن الأرباح دون تحمل مخاطر حقيقية.
ففي نهاية المطاف، استئجار شقة، تشغيل بعض المتعاونين، ثم المغادرة مع توجيه اتهامات للنظام بأكمله، لا يُعد استثمارًا حقيقيًا. هذا مجرد اختبار. والاختبارات لا تعطي صاحبها حق التنظير حول بلد أو قارة بأكملها.
الاستثمارات في موريتانيا لا تحتاج إلى خطابات مثيرة للذعر، بل إلى شركاء جادين، مرنين، ويحترمون السياقات المحلية.