يبدو أن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز جاد في بحثه عن طوق نجاة من ملف العشرية،وفي ذلك السياق وفي لحظة يأس وضياع وتشرد وتباكي على سلطة لا سبيل لاستعادتها؛ارتمى في حضن حركة”افلام”العنصورية،ظنا منه أن العنصرية والتطرف ومايحاك خلف الكواليس مع القوى الاستعمارية سيكون ورقة ضغط على شعبنا،الذي ذاق في عشريته الكثير من الويلات والاطهاد والمجاعة وانحطاط الاخلاق وانتشار المخدرات و الرذيلة والجريمة المنظمة والقتل والاغتصاب والسرقة و الغش والتطاول على سيدنا و رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين،وعلى علمائنا الاجلاء،والقائمة تطول…
إننا في هذا المقام نرجو من كل الموريتانيين الأحرار شعبا ورئيسا وحكومة الوقوف على ساق واحد ضد مايسمى((منصةملتزمون من أجل التآمر والإرهاب على موريتانيا)).
من الغريب جدا أن “حركة أفلام” حركة عنصرية وملاحقة وطنيا واقليميا ويشهد البعيد قبل القريب علي عنصريتها وعدائها للشعوب وزعزعتها لأمن واستقرار القارة الافريقية،يريد منها اليوم ولد عبد العزيز انقاذه من وحل الفساد وتبييض الأموال واستغلال النفوذ في ملف العشرية!.
كان الاجدر بولد عبد العزيز أن يعرف أن للشعب الموريتاني ذاكرة تحتفظ بالأسباب الحقيقية التي دفعته أمس قبل اليوم لصناعة “بيرام اعبيد”واتفاقه مع”أفلام”عام 2008،وسنقدم لك عزيزي القارئ الكريم تلك الأسباب من كتاب”اشكالية التعايش العرقي”((في أغسطس 2008 أزيح الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله من طرف العسكريين. وبدأ معسكره يتنظم في إطار الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية (FNDD) ووضعت على رأس التنظيم وجوه سياسية وطنية على رأسها رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير والوزير أمين عام الرئاسة السابق، بيجل ولد هميد. المجلس الأعلى للدولة، اللجنة العسكرية القابضة على زمام أمور البلد، شعر بالإحراج من عدوانية الجبهة والكاريزما الطافحة للقائدين من لحراطين.
عندئذ عملت السلطة على تفجير صراع أجيال بين القيادتين القديمة والجديدة للحراطين، واستدعى الفريق محمد ولد الهادي، مدير الأمن الوطني، للعشاء كلا من أحمد ولد خطري مديرProcapec (مؤسسة تمويلات صغيرة)، وبيرام ولد الداه كاتب ضبط.
الفريق اقترح على ولد خطري الصراع مع بيجل في الترارزة وتعهد له بالدعم إلا أن هذا الأخير اعتذر عن المهمة، فهو لا يميل إلى تبني قضية لحراطين وقد نجح في مهنته من دون اللجوء إليها. واقترح على بيرام الوقوف في وجه مسعود واستجاب للطلب وتم عقد الاتفاق.
حصل بيرام على الدعم السياسي والمالي الضروريين للقيام بالمهمة.
في هذا الإطار قامت المواقع الإلكترونية والإسلامية منها أساسا (مكون من مكونات(FNDD) بتوفير الدعم الإعلامي لمنح الشهرة للقائد الشاب الباحث عن الإثارة وذيوع الصيت.
سيكون خطاب بيرام عنيفا، عنصريا، شديد الكراهية اتجاه البيضان ولم يدخر في أسلوبه أيا من قنابله الحارقة. أنجزت المهمة بنجاح. أما على مستوى المدبرين البيضان، محمد ولد عبد العزيز، رئيس الدولة ومحمد ولد الهادي مدير الأمن الوطني، فكانا راضيين عن أداء شريكهم.
واستخدمت من جديد “السكين السويسرية”. عندما قاطعت المعارضة الانتخابات الرئاسية رُشح بيرام لمنصب رئيس الجمهورية ومولت السلطة نشاطاته، وحصل في رئاسيات 2014 على نتيجة 9% ملفقة.
غير أن الأجهزة السرية لا تعرف الوفاء، إنهم أحيانا يتنكرون إلى “المراسلين الشرفاء” ويتخلون عنهم عندما تنتهي صلاحيتهم. عندما أحس بيرام بخيانة النظام حول حسرته وحنقه ضد “نظام البيضان”.
كان الرئيس عزيز كلما أراد أن يسكت معارضيه سبب لنفسه مشاكل جديدة، أكثر تعقيدا على المستوى الوطني. فقد مول حركة ” إيرا ” ليضايق الرئيس مسعود، وسيسحب منه هذا السلاح لصالح القوميين الزنوج الموريتانيين ليوجه ضد المجموعة الوطنية ويفرض عليه أن يستسلم رافعا يديه للمفهوم العنصري لموريتانيا: دولة، وكيانن عنصريي.
أضف إلى ذلك أن الرئيس عزيز اعتمد فترة حكمه على خطاب شعبوي منددا بالهوة بين الأغنياء والفقراء: جزيرة من الرخاء وسط بحر من البؤس.
إن التواطؤ بين ” ايرا ” و “افلام ” جاء نتيجة تعاطيه المهين مع معارضيه. إنه هو الذي جاء بالاثنتين من فلان وتكارير من منفاهم في أوروبا والولايات المتحدة واعدا إياهم بفتح صفحة جديدة مع حركتهم يطبعها التفاهم والإدماج في الحياة السياسية.
كانت حركة ” افلام ” قد شهدت قبل ذلك “انقساما بين جناحيها المجدد الذي قرر انتهاز فرصة الفترة الانتقالية للعودة إلى الوطن والتموقع في المشهد السياسي الجديد والجناح المتشدد من الحزب الذي كان يعتبر أن ظروف العودة لم تتوفر بعد” وفضل أهله البقاء في الخارج.
يد المساعدة التي مد لهم عزيز سببت فيهم انقساما جديدا، فجزء من قيادة “افلام” بقي في المنفى والطرف الآخر، الذي يشكل قيادة الحركة، قرر تشريع الحركة وخوض السياسة داخل الوطن، وهذا يعني حل الحركة وتحويلها إلى حزب سياسي: القوى التقدمية من أجل التغيير. (FPC)
وفي التحليل النهائي لم تعترف السلطات الوطنية بالقوى التقدمية من أجل التغيير (FPC).
هذه هي الظروف التي جعلت “افلام” القديم يجعل من “إيرا ” جناحه المسلح كما هو حال “إيرا” بالنسبة ل (sinn fein)….)) اشكالية التعايش العرقي. ص 157- 170.
عليك يا من كان بالأمس يطلق على نفسه رئيس الفقراء أن تعرف أن للموريتانيين ربا يحميهم ووطنا يأويهم ورئيسا يتعهد ببناء دولتهم والمساواة بينهم، وبرهن على ذلك باستعادة مصداقيتنا الدبلوماسية، وإعاد الثقة والاستقلالية لمؤسسات الدولة، واسترجاع الكثير مما نهب في نظام العشرية من أموال الشعب الموريتاني…
خلاصة القول أن الدعوة إلى تخريب البلاد والتحريض ضد النظام والسعي للفتنة والتحالف مع العدو والأجنبي للوصول للسلطة على حساب أمن واستقرار البلاد خيانة عظمى للوطن والمواطن لا يمكن السكوت عنها، وعلى الجميع الوقوف أمامها بحزم حقيقى ورادع.