كان لي الشرف وكبير الاعتزاز بأن عملتُ داخل قطاع الشؤون الإقتصادية، رفقة كوكبة من أبناء البلد البررة من شتى التخصصات عرفتهم عن قرب ومارسنا مهامنا معا في جو يطبعه الإنسجام و الجدية والمثابرة مجسدين بذلك توجهات معالي وزير الشؤون الاقتصادية و ترقية القطاعات الإنتاجية، و الذي ما فتئ يذكرنا باهتمامات رئيس الجمهورية السيد محمد ول الشيخ الغزواني المتعلقة بالحرص على الرفع من نسبة النمو الاقتصادي للبلد والعمل على توفير الرخاء لكل مواطن أينما كان على أرض بلدنا الغالي.
لقد تجسد ذلك، وأنا أودع زملائي في هذا القطاع المهم؛ في السنوات الأخيرة رغم "جائحة كوفيد و الوضع الدولي المتأزم" حيث تجاوز النمو نسبة 5% بعد تراجعه سلبا قبل عامين إلى -2%.
إن حجم التمويلات المتحصل عليها الذي بلغ ما يناهز 2 مليار دولار، هو أصدق دليل و مؤشر على ذلك عاكسا بذلك ثقة الشركاء و المانحين للبلد و للقائمين عليه.
لقد قطعنا أشواطا كبيرة في الحد من الإرتجالية و استعدنا انفاسنا بعد تخفيف المديونية بل وأصّلنا لمستقبل اقتصادي واعد بمعرفة و بصفة دقيقة شملت خصوصية كل ولاية على حدة، من حيث المقدرات و طريقة تنميتها (11 استراتيجية جهوية يتم إعدادها من أصل 15)..
و في هذا السياق نُظمت أول طاولة مستديرة لتعبئة الموارد المالية اللازمة لإحدى أكبر ولاياتنا (الحوض الشرقي) مدشنين بذاك مفهوم اللامركزية و الحرص على تلبية حاجيات المواطن ....
فقد حُينت و انشئت القوانين التي لها صلة بدفع عجلة التنمية كالصفقات العمومية و الشراكة بين القطاع العام و الخاص وتم إنشاء المؤسسات ذات الصلة بجلب الاستثمارات (وكالة ترقية الاستثمارات) مع إعادة هيكلة المنظومة الإحصائية للبلد من أجل التحاليل الإقتصادية ذات الصلة برسم السياسات الوطنية الإجتماعية و الإقتصادية (الوكالة الوطنية للتحاليل الديمغرافية و الإقتصادية).
وباختتصار شديد كانت سنوات حافلة بالعمل الإقتصادي العلمي المتميز. فهنيئا لكم و مزيدا من العطاء.
-‐------------------
إدوم عبدي أجيد