لأول مرة، موريتانيا تحضن المؤتمر الدولي لصناديق الإيداع

ثلاثاء, 02/12/2025 - 12:58

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، في انواكشوط أعمال المؤتمر الدولي الثامن لمنتدى صناديق الإيداع، الذي تحتضنه موريتانيا لأول مرة، بمشاركة رفيعة المستوى من مؤسسات مالية دولية وإقليمية، وخبراء اقتصاد، ومسؤولين حكوميين، إلى جانب ممثلي صناديق الإيداع من إفريقيا وأوروبا والأمريكتين.

وفي كلمته بالمناسبة، أكد معالي وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية، الدكتور عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا، أن احتضان هذا الحدث الدولي يعكس التزام موريتانيا بتطوير منظومتها المالية وتعبئة مواردها الداخلية، انسجاما مع رؤية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لبناء اقتصاد قوي ومتنوّع وقادر على الصمود. وأوضح أن الحكومة، بقيادة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، تعمل على توسيع قاعدة الادخار الوطني وتحديث أدوات التمويل لمواكبة متطلبات الاستثمار الهيكلي، ودعم النمو وخلق فرص العمل.

وشدد معالي الوزير على الأهمية المتزايدة لصناديق الإيداع في تمويل السياسات العامة، خاصة في ظل تراجع المساعدات الخارجية وتزايد التحديات المرتبطة بالمديونية الدولية، مبرزا أن المؤتمر يشكل منصة لتبادل الخبرات حول النماذج الاحترازية، واستراتيجيات تعبئة الموارد، وتطوير منتجات ادخار تستجيب لمتطلبات الاقتصادات الوطنية، بما في ذلك تعبئة موارد الجاليات بالخارج.

كما نوه بالإصلاحات المالية الجوهرية التي يقودها البنك المركزي الموريتاني، والتي كان لها دور محوري في ترسيخ الاستقرار النقدي وتعزيز الشمول المالي، إضافة إلى وضع الأسس القانونية لتنشيط السوق المالية وصدور القانون الخاص بعصرنة أسواق رؤوس الأموال.

وأشار إلى أن صندوق الإيداع والتنمية سيكون أحد الفاعلين الرئيسيين في هذه السوق الناشئة، سواء في التحفيز أو في ضمان الثقة والاستدامة.

وقد اختتم معالي الوزير خطابه بالتأكيد على أن هذا اللقاء يشكل فرصة استراتيجية لبناء شراكات مبتكرة وإيجاد حلول تمويلية فعّالة تستجيب لأولويات القارة، معلناً افتتاح أعمال المؤتمر ومتمنياً لها التوفيق والنجاح.

الجدير بالذكر أن فعاليات هذا المؤتمر الذي ينعقد في الفترة ما بين 2 و3 ديسمبر 2025، بتنظيم من الصندوق الموريتاني للإيداع والتنمية الذي يرأس الدورة الحالية، تتضمن جلسات ستناقش سبل تعبئة الموارد المحلية، ودور الصناديق في تمويل السياسات العمومية، وتطوير منتجات ادخار موجهة للجاليات، إضافة إلى نقاشات حول أفضل الممارسات في إنشاء صناديق جديدة، والنماذج الإفريقية الناجحة في تعبئة الادخار الخاص.

ويهدف المؤتمر في دورته الثامنة إلى الخروج بتوصيات عملية من شأنها تعزيز قدرات صناديق الإيداع في دعم التنمية الاقتصادية الطويلة الأجل، وتوسيع دورها كأذرع مالية للدول في تمويل البنى التحتية، وتحفيز الاستثمار، وترسيخ الشفافية وثقة المدخرين.

كما سيتم خلال الجلسة الختامية تنظيم مراسم تسليم رئاسة المنتدى من الصندوق الموريتاني للإيداع والتنمية إلى نظيره البنيني.

وكانت اعمال الافتتاح قد شهدت تبادل للخطب ما بين المدير العام لصندوق الإيداع والتنمية الرئيس الدوري لمنتدى صناديق الإيداع السيد محمدن ولد الشيخ عبدالله، والمستشار الخاص لرئيس مجموعة البنك الافريقي للتنمية المكلف بالقطاع الخاص والبنية المالية الافريقية الجديدة السيد ديديه آكوتي، وأمين عام قمة التمويل المشترك SCiF آداما ماريكو.