الصحافة لن تموت / عبد الفتاح واد اعبيدنا

أحد, 19/01/2025 - 19:24

 يتوقع تغييب حرية الإعلام فى موريتانيا،و لعل هذه الحرية التى قننت مع مطلع التسعينات كانت الأكثر نجاحا و ظهورا من كافة أوجه المسلسل الديمقراطي،الذى شرع يومذاك.

و اليوم نتعايش مع نظام يحرص رئيسه على حرية الصحافة و عين صحفيا نقابيا مهنيا على رأس الهابا ثم اليوم على رأس الوزارة الوصية على القطاع الإعلامي،و من حق البعض استغراب وجود من يسعى بالدفع ببعض الصحفيين للاصطدام مع النظام القائم،فلعل بعض تلك اللوبيات يخدمها تسميم الأجواء،و من مصلحة الرئاسة و الجهات الرسمية تكريس الحريات الإعلامية و حمايتها و ترسيخها،لأن توريط بعض الصحفيين قد يستغله بعض اعداء النظام،خصوصا أن الدولة و خصوصا منذ مطلع التسعينات تبنت قانونيا و دستوريا حرية الصحافة،و هذا النظام يسير على نفس الدرب.

و بالتالى فالراغبون فى تعميق الشرخ بين الصحافة و الرئيس غزوانى هم خصومه و المتآمرون على نظامه.

الجهات العليا و خصوصا على مستوى الرئاسة من مصلحتها توطيد الصلة مع الإعلاميين و عدم ترك المغرضين يعكرون صفو العلاقة الإيجابية بين الرئيس غزوانى و دهاقنة الإعلام،و تتبع ما ينشر،فليس كل الصحفيين معارضين،و النصح و التوجيه و السهر على مصالح الشعب الموريتاني هو عين المهنية و لا يتنافى مطلقا مع الموالاة الأخلاقية و لا مع المعارضة المسؤولة،و ستظل الصحافة حية فاعلة نافعة خادمة للتوازنات الوطنية.

و لا أظن ان الصحافة المهنية بحاجة كبيرة للتخندق، لكن الادعاء بأن بعض الصحفيين يقعون أكثر تحت تأثير مؤثرات الوزارة الاولى أكثر من الرئاسة تحريض ضمني ضد الوزير الأول،الذى من المفترض موضوعيا أنه يخدم ضمن مسار توجيهات السيد الرئيس،و لكن مؤسسة الرئاسة و تناغما مع الجهود الإعلامية للوزارة الأولى ينبغى أن تقترب أكثر من المشهد الإعلامي،حتى لا تكون حركية الوزارة الاولى أو أي قطاع حكومي أكثر من صلات الرئاسة بالإعلام و الإعلاميين،ليتعرف الديوان الرئاسي و المكتب الإعلامي الرئاسي على كل شاردة و واردة فى المسرح الإعلامي،و خصوصا على الصعيد الوطني.

و لا أظن أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى بحكم ما جاء به من روح التهدئة السياسية منذ أيام حكمه الاولى يدعم أي تضييق على الصحفيين و أصحاب الرأي،و من مصلحة النظام و ما يدعى من اعتزاز بالطابع الديمقراطي الابتعاد عن السجن أو الإقالة بسبب الرأي،ليظل على منحى السياسات المعلنة الممجدة لحرية التعبير و حرية الصحافة و لتظل العلاقة بين الرئيس غزوانى و الصحافة عموما، علاقة ودية و مثيرة للتفاءل و التعاون المثمر.

و لا أظن أن النقد المتلبس بالشتم و الأذى يخدم المهنية،و لا استفزاز الصحفيين و التضييق عليهم دون مبرر يخدم النظام أو السكينة العامة بعبارة أخرى،و كان بين ذلك قواما.