اجتاحت لبنان موجة من الانفجارات، بدأت بالبيجر، وتلتها الوكي توكي، أو اللاسلكي، فوقع فيها مدنيون إلى جانب عناصر حزب الله. يأتي هذا فيما تزداد الأسئلة عن كيفية وقوع اختراق أمني تقني أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من عناصر الحزب.
إن أجهزة النداء تعتبر بسيطة وسهلة الاستخدام لكبار السن والأطفال والأشخاص ذوي القدرات المختلفة، فهو جهاز خفيف وصغير ومدمج وله عمر بطارية طويل، ويمكن المستخدمين من اتخاذ قرارات سريعة حيث يمكنهم التركيز على الرسالة على الفور.
وامتنعت “إسرائيل” حتى الآن عن التعليق على الانفجارات التي وقعت في معاقل عدة لحزب الله.
وجاءت الانفجارات بعد ساعات على إعلان “إسرائيل” توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة، لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.
وقد ألمح مستشار مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية “إسرائيل” عن هذه الهجمات، لكنه حذف تغريدته بعد دقائق من نشرها.
هل الحرب الواسعة على الأبواب، أم أن حزب الله فقد قدراته القتالية بعد مقتل أبرز قادته وبعد الضربة الموجعة التي تعرض لها الحزب في يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين إضافة إلى الضربة القوية بالغارات على اجتماع قيادة الحزب يوم أمس، كذلك أن المهووس نتنياهو ألغى كل الخطوط الحمراء التي استمرت كل هذه السنين وكل الحسابات جعلها وراء ظهره فاليوم ألغيت أهمية “المواطن الإسرائيلي” فها هو يضحي بأسراه وبذلك فقدت المقاومة ورقة الأسرى ولم يكن هناك ضغط دولي يمكن أن يكبح جماح استهتار العدو فالرئيس الأمريكي أصبح بلا حول ولا قوة أمام نتنياهو وهو ينسحب من الانتخابات الأمريكية القادمة وروسيا ملتهية بحربها مع أوكرانيا والدعم الغربي اللا محدود لها.
والسؤال المهم وبعد الضربات الصعبة التي وجهت لقوته هل فقد حزب الله قوته العسكرية وهل انتهى مبدأ توازن الرعب الذي وضعه الحزب شعارا لمقاومته في لبنان في الرد على كل اعتداء من قبل الصهاينة؟؟.
الكل يعلم أن حزب الله تاج المقاومة الإسلامية وإن تجرده من قوته يعني فقدان محور المقاومة لذراع مهم بل الذراع الأهم لهذه المقاومة في مواجهة القوى الغربية ورأس رمحها “إسرائيل”، فهل تسمح الجمهورية الإسلامية الراعي الأول للمقاومة في المنطقة أن يختل التوازن في جبهة لبنان وهي أقوى جبهة في مواجهة غطرسة “إسرائيل” لصالح الأخيرة.
واليوم وبعد هذا المشهد المأساوي على إيران أن تعيد الحسابات من جديد لدعم الحزب بكل ما أوتيت من قوة لإعادة التوازن لهذه الجبهة من أجل إيقاف الحزب على رجليه وهو يواجه أعتى قوة غاشمة في العالم، وعلى الحزب أن يقدم على ضربة موجعة تعيد العدو إلى رشده من خلال ضربات موجعة موجهة “للمجتمع الإسرائيلي” ومنشآت العدو لتزيد الضغط المجتمعي على الوحش الهائج نتنياهو وحكومته المتطرفة، نعم يجب أن تكون ضربة تأن لها كل “إسرائيل” بعد أن تجاوز هذا الوحش كل الخطوط الحمراء.
أما الفرحين بالضربة الموجعة التي طالت الحزب وبالأخص من العربان الذين هللوا فرحاً وتباهوا بموقفهم أن الخنوع والاستسلام هو الطريق الوحيد للسلام، أقول لهم اسمعوا نشيد “دولة” العدو وانظروا خارطة العدو التي تحدد خارطة وطنهم المزعوم وحدودها من الفرات إلى النيل.
حقاً إن الذلة تليق بكم/ أما المقاومة وجمهورها فهيهات منهم الذلة يأبى الله ورسوله لهم ذلك، إن الله ولي المؤمنين والنصر لن يكون إلا للمقاومين.
د. صلاح الصافي – العراق