إن أريد لساكنة بلدنا الحبيب أن تجتمع كافة مكوناتها الإجتماعية ويقرر أهلها نمط المجتمع الذي يريدون، فسيدرك الجميع أن تغيير واقع المجتمعات إلى الأفضل يحتاج إلى تفكير عميق أساسه "قيادة متجانسة" خالية من الأطماع الفردية و شعب متعلّم ينشأ على حب الوطن والتضحية من أجله.
فإذا كان التكافل الإجتماعي بالنسبة لبلدنا ميزة ساهمت وماتزال في تخفيف وطأة الفقر، فعلينا أن ننتهج تكافلا اجتماعيا إيجابيا لا يشجع الاتكالية بقدرما يضمن المحافظة على بعض القيًم كصلة الرحم و الإنفاق لا سيما الإنفاق غير المعلن لأنه أقل رياءا وأكثر صونا للكرامة؛
وإذا كان الغنى يسرع بأصحابه إلى الطغيان و استعباد الآخرين اقتصاديا و اجتماعيا فلن يكون هدفا في حد ذاته بقدرما، يسعى كل من تولى أمور الشعب أن يعمل علي تحسين مستوى عيش القاعدة العريضة من المجتمع وتحصينها ضد الفقر باعتباره أساس الانحلال الأخلاقي والمجتمعي الذي يصعب تشخيصه مع أن الحلول هي التي يتعثر التوفيق في إيجادها وإن وجدت نظريا فلابد لها من وقت للاحساس بنجاعتها.
ففي البلدان المتقدمة بعد أن أسست لبدايات الطريق ساعدتها انظامتها السياسية لما تقوم به من تكوين و تأطير مستمرين لكل من قرر الانتساب إليها من مناضلين أو مناصرين حول القضايا الوطنية.. الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية حتى يتساوى الجميع في الفهم و من ثم يبرز من له مقدرات شخصية على تطبيق تلك القيّم عبر الطرق المعروفة و يبقى للمنتخب قدرته على الدفع بعجلة الوصول إلى الأهداف المرسومة..
فعلينا أن نتنادى من جديد لرسم ما نريد أن يكون عليه بلدنا (اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا ) مع العلم أن الثوابت تبقى من المسلمات، و نقوم باستفتاء شعبي على مخرجات ما اجتمعنا حوله و اتفقنا عليه ثم نتعاهد جميعا أمام شعبنا على احترامه و تطبيقه ومن ثم نسعي إلى توسيع دائرة انتخاب المسؤولين الحكوميين الأوائل في كل و لاية و كذلك القضاة و كل من ولي أمرا جسيما يحتاج إلى ذلك ...
المهم أن ندرك جميعا أن الوطن والمحافظة عليه واجب لا مساومة عليه، وأن إضعافه و السعي لتقسيمه خيانة عظمى وأن العمل على فشله ليس حلاً للمشاكل و إن عظمت في أعين البعض، وبأن تجاهل تلك المشاكل التي تظهر من حين لآخر ليس حلا وإن صغر في أعين البعض.
والله ولي التوفيق
إدوم عبدي