كيف لمجتمعنا أن يتطور وينافس ويزاحم الأمم الأخرى في مضامير العلم والريادة والاقتصاد والتكنلوجيا وأنماط الحكم الرشيد...وهو رهين نزعة ماضوية مستحكمة في وجدانه تمنعه حتى من إدراك متغيرات اليوم واحتماليات متغيرات الغد ؟.
لماذا لا نتخلص من عقدة الهوية ؟.
ما قيمة إثبات أو نفي عروبتنا أو بربريتنا أو إفريقيتنا ونحن في الواقع وخارج نطاق الجغرافيا لانساوي أي شيء في منطق عالم اليوم ؟
إننا لو اختفينا ، فجأة ، من الكرة الأرضية لما كان لاختفائنا أي أثر سلبي على العالم .
لماذا نشغل انفسنا بنزاعات لن تزيدنا قيمة ولن نقدم من خلالها خدمة للإنسانية. إن بعض مثقفي محيطنا العربي يجهل حتى موقعنا على الخارطة ويتجاهل انتمائنا لعروبة واقع حالها الراهن لايسر إلا العدو ؟.
ما الفائدة من التلاسن حول جد الفلانيين أين مدفون وماهو أصله ولماذا لا توجد معلومات موثقة عنه وما الفائدة من استماتة البعض في التأكيد على أن الأنساب على هذه الأرض مزيفة وأن البعض غير أصله بسبب الخوف والظلم والسيبة التي عمت هذه المنطقة قبل وصول المستعمر.
مشكلتنا ليست مع الهوية ، فمن أراد أن يكون مضريا فل يكن ومن أراد أن يكون عبسيا فليكن ومن أراد أن يكون قرشيا فليكن ومن أراد أن يكون حرطانيا فليكن ومن أراد أن يكون فلانيا أو ولفيا فليكن ومن أراد أن يكون بربريا فليكن ومن أراد أن يكون حميريا فليكن، ومن أراد أن يكون مدريديا فليكن ومن أراد أن يكون برشلونيا فليكن.
مشكلتنا مع التنميه مع البناء مع التقدم والإزدهار، مع التعليم مع الصحة مع الزراعة مع العدالة مع المساواة وهذه لاتحتاج إلى هوية من أي نوع ولا تفيد فيها، نحتاج إلى جو من الانسجام الاجتماعي والتلاحم.
المهم والمفيد أن نؤمن بموريتانيا وطنا جامعا لانملك غيره ولن يبنيه غيرنا، موريتانيا تسودها العدالة والمساواة والأخوة والمحبة والوطنية والإنصاف وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
⟨في الواقع لانسب ولاشرف أعز من الاسلام⟩
المصطفى فاتي