قبيل تنصيب الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للجمهورية لمأمورية ثانية وبعد السيل الجارف لتخمينات الحكومة الجديدة والتي من المرجح أنها ستكون حكومة تكنوقراط بامتياز تعطى فيها الأولوية لأطر أكفاء بعيدا عن السياسة؛
من المؤكد أن غزواني ما بعد 29 يونيو المنصرم ليس غزواني هو نفسه الذي دشن مأموريته الأولى بكسب ودّ كافة الأطياف السياسية وإرضاء جميع الشخصيات الاعتبارية ومدّ جسور الحوار والاستماع لأصحاب القضايا الوطنية بمختلف الوانهم وكان مكسبا وطنيا نجح فيه باقتدار.
لقد آمن الرئيس غزواني بأن يكون مشروعه السياسي مشروعا اجتماعيا بكل المقاييس وركز في طرحه على أن تكون الفئات الأقل حظا والتي تأثرت بتراتبية المجمتع وبالنظرة الدونية في مقدمة الأولويات رغمَ ما شاب الميزانيات الضخمة التي رصدت لهذا الغرض من فساد وتوجيه غير معقلن بسبب الفاسدين الذين تولوا بعضها وهو نفس الشيء بالنسبة لمشاريع حيوية تعثرت وأخرى لم تكمل والمفارقة أن العقوبة لم تطل بعض "مرتكبي" تلك المخالفات لاعتبارات لها علاقة بتجنب الرجل للإضرار بالناس وبمحاولة أن يبتعد بالعقاب عن التشهير والتشويه والاضرار النفسية الأخرى، لكن حقيقة المجتمع أنه يحتاج الضرب بيد من حديد، وهو ما تضمنه خطاب افتتاح حملة المرشح والذي كان أكثر وضوحا في سعيه لمسح الطاولة بالجميع والتعويل على جيل المستقبل.
من المؤكد كذلك أن غزواني سيطل بوجه مختلف و سيستبدل جلده بعبارة أخرى والفرصة سانحه لإحداث تغيير جذري يطال كافة مرافق الدولة بداية باختيار فريق حكومي شاب ومسؤولين تكنوقراط بعيدا عن المحاصصة والانتقاء على أسس جهوية وعشائرية وحتى عرقيّة لينطلق العمل الوطني الجاد بصرامة، فلم تعد الظرفية ولا المحيط الإقليمي ولا وضعية العالم الحالية تسمح بانصاف الحلول.
كل المؤشرات اليوم تشير إلى أن "خمسية المنعرج" التي استهلها الشعب الموريتاني بتجديد الثقة في رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ستغيّر من وجه موريتاتيا نحو المزيد من التقدم والاستقرار والتهدئة.
الإعلامي: سيدى محمد صمب باي المدير الناشر لموقع "مراقبون انفو"