تسلم صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني رئاسة الاتحاد الأفريقي، وتشكل هذه القيادة ، نقطة فارقة في التوجه الجيو-ستراتيجي والاقتصادي لموريتانيا، إذ إن هناك حظوظا وآمالا كبيرة في تسوية النزاعات في القارة عن طريق الاتحاد الإفريقي كمنظمة إقليمية. كما يمكن لموريتانيا بموقعها الاستراتيجي أن تشكل نقطة عبور للسلع والبضائع بين جميع الأسواق الافريقية ، وتسريع وتيرة الانتشار الاقتصادي والمالي . وكذالك دعم الشراكة الاستراتيجية بين القارة والقوى الكبرى على أساس المصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية وتعزيز النوعي للعلاقات الاقتصادية والتجارية ورسم أطر جديدة للتعاون البناء في كافة المجالات. وقد أوضح صاحب الفخامة أنه سيولي إهتماما كبيرا لتنمية القدرات البشرية في العمل المشترك وإيلاء الاهتمام الكافي بالشباب الأفريقي الذي يشكل ركيزة مستقبل القارة، وتعزيز الاستثمار فيه بزيادة الاهتمام بالتعليم وتطويره على نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة في سوق العمل ورفع معدلات الإنتاجية والنمو، والتركيز على التحول إلى مجتمعات المعرفة بتطوير مجالات البحث والابتكار. كما أنه سيعمل مع زملائه القادة الأفارقة على استتباب السلم والأمن بإفريقيا ومحاربة الإرهاب الذي قد يهدد القارة . وذلك عن طريق تعزيز التعاون البيني ، مع الاستمرار فى التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وفي الختام أشير إلى أن أنظار شعوب القارة تتطلع إلى قادتها وتترقب منهم قرارات بحجم التحديات التي تواجهنا، وليس أمامهم بديل سوى قبول التحدى وإثبات أن أبناء هذه الأرض المناضلة قادرون على العطاء المستمر من أجل إيجاد عالم أفضل لشعوبنا الأفريقية، ومن ثم فإن العمل الأفريقى المشترك لم يعد اختياراً أمامنا وإنما أصبح أمراً حتمياً فى ظل ظرف دولى مليء بالتحديات والصعوبات التى لن تستطيع الدول مواجهاتها فرادى، ومن هنا تبرز أهمية ترجمة أقوال القادة إلى خطوات عملية محددة، بحيث يتأكد للعالم الخارجى أننا نعنى ما نقول، وأن التضامن الأفريقى كيان فاعل يستطيع أن يحرك المواقف ويفرض نفسه على الأحداث، وليس مجرد شعاراً نظريا.