في 13 مايو نجح الرئيس مرتين!

اثنين, 19/06/2023 - 00:08

قبل وأثناء الانتخابات المنصرمة كنت - كأغلب الموريتانيين - ينتابني فضول حذر حول نتائجها  ، وذلك بالنظر إليها كاستفتاء أبيض للانتخابات الرئاسية القادمة وفي ظل ظروف ليست مثالية فيما يخص الحزب الأكبر ( حزب الإنصاف ).

في النماذج الماضية كانت التوقعات مجرد سرد مبدئي للنتائج وذلك لاعتبارات سياسية صرفة تتعلق بالتدخل المباشر للسلطة في التعبئة والحشد من رأس الهرم حتى حواشي قاعدته .
ووفق المعطيات الاجتماعية المعهودة يكون الحسم لصالح الحزب الحاكم أمرا مفروغا منه .

في هذه الانتخابات نجح الرئيس في حيازة سبق الحياد محافظا على المسافة التي صنعها بين رئاسة الجمهورية وكل الأطياف السياسية.
وهو الحياد الذي اعتبره البعض مغامرة غير مضمونة النتائج ، لكونها سابقة لا يمكن التنبؤ بمآلاتها .

لكن الأحداث كشفت عن ترابط وثيق بين خطاب الأول من مارس وأسلوب الرئيس في التمسك بمشروع سياسي يؤسس للوعي بالدولة كمظلة للجميع وللرئيس كرئيس للجمهورية .
لقد اختط الرئيس حيزا محايدا وجامعا وعلى مسافة واحدة من كل الأطياف والتوجهات والآراء والمواقع والمواقف .

لقد مر حياد الرئاسة مرورا آمنا في أول تجربة وطنية من نوعها .

وبالنظر إلى ماكان عليه حزب الانصاف قبل الدخول للانتخابات من مخاضات داخلية وتحديات خارجية جعلت توقعات أكثر المتفائلين محصورة في الخروج باغلبية يحصل عليها السكوت ، إلا أن النجاح الكببر الذي حققه - وهو خارج من تلك الوضعية و رغم المغاضبات والانشقاقات الكبيرة بعيد الاعلان عن لوائح مرشي الحزب -  كان نجاحا للرئيس وليس للحزب .
فخلاف القيادات مع القوي التقليدية ادت بشكل جلي إلى تآكل شعبية الحزب المنضوية تحت تلك الألوية المغاضبة .

فمن الذي صوت للحزب ؟ 
ولماذا ؟

وحدها سياسات التضامن والتكافل الاجتماعي التي أطلقها الرئيس هي من وجهت الناخب صوب شعار الحزب وخياراته .

لقد نجح الحزب بشعبية الرئيس ونجح الرئيس في أن يكون رئيسا .

أما النجاح الثالث فقد سبقت نتائجه موعده ( الانتخابات الرئاسية المقبلة )، حيث أبانت صناديق 13  مايو عن حصول الرئيس على مايقارب 80% من أصوات الموريتانيين .
وهو رقم يمثل نتيجة أولية لصالح الرئيس في للانتخابات القادمة .

 

محمد افو